في طريقي إلى مدينة لوس أنجليس لتمثيل جريدة (اليوم) لحضور منتدى فرص الأعمال السعودي- الأمريكي صادف أن من كان يجلس بجانبي في الطائرة أحد الموظفين القدامى لشركة إكسون- موبيل الأمريكية. وبصورة عفوية تحول نقاشنا عن مدينة الظهران التي تعتبر أهم المدن في العالم التي تم إنشاؤها خلال المائة سنة الماضية. منذ مراحل التنقيب الأولى تم توظيف الآلاف من المواطنين السعوديين ممن لا يحمل الكثير منهم أي شهادة علمية، لكنهم مسلحون بسلاح العزيمة، وقد بنت هذه الأيادي السعودية أعظم الإنجازات في التاريخ الحديث. وقبل عدة أسابيع كتب السيد (تيم بارجر) مقالا جميلا بعنوان: (عيد ميلاد سعيد يا مدينة الظهران).. فما قصة بناء هذه المدينة؟ بعد سنة من قيام جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - من تأسيس المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932 م تواجد بعض من المواطنين السعوديين الذين هم من الرعيل الأول الذي شارك في عمليات التنقيب عن النفط مع بعض الجيولوجيين من الجنسية الأمريكية على سفح تلة كانت تسمى (الدمام دوم) أو جبل الظهران. وبالتحديد وبتاريخ 28 سبتمبر 1933م جلس على سفح التل اثنان من المهندسين الأمريكان وهما (بيرت ميلر) و(كروغ هنري) يتباحثان في أفضل السبل للتنقيب و يحدوهما التفاؤل بوجود البترول تحت أقدامهما الذي تم بالفعل اكتشافه في العام 1938م. وفي تلك الفترة كان بالقرب منهما بعض المباني البسيطة التي كانت نواة لبناء مدينة الظهران. وفيما هما يتباحثان عن خططهما المستقبلية قام السيد (تيد لنز) بتصوير المنطقة بواسطة كاميرا فيديو بدائية، لكنها وثقت الصور الوحيدة التي تحكي قصة نشأة مدينة الظهران التي أصبحت فيما بعد من أهم المدن في العالم, بل أصبحت عاصمة العالم لإنتاج الطاقة, وأصبحت المنشآت الإدارية الحديثة والبنية التحتية من الأفضل في المنطقة، وبها أفضل الجامعات المتخصصة في الدراسات البترولية. ومنذ مراحل التنقيب الأولى تم توظيف الآلاف من المواطنين السعوديين ممن لا يحمل الكثير منهم أي شهادة علمية، لكنهم مسلحون بسلاح العزيمة، وقد بنت هذه الأيادي السعودية أعظم الإنجازات في التاريخ الحديث. فقد رأى العالم أجمع ما حققته الأيادي السعودية التي كانت تعمل بكل إخلاص و جدية. فتم بناء مدن جديدية مثل أبقيق - رأس تنورة - العضيلية - العثمانية وغيرها من المشآت التي لا تزال شاهدة على قدرة الايادي السعودية, مثل مساهمتهم في إنشاء معمل تكرير البترول في رأس تنورة وبناء خط التابلاين ومعامل فرز الغاز في أبقيق وغيرها. ومع مرور الوقت بدأ بعض هذه الأيادي في الاستفادة من خبرتها لتخرج من الشركة وتساهم في إنشاء شركات المقاولات والمكاتب الهندسية وتطوير عمليات الاستيراد والتصدير وفنون التجارة بالطرق الحديثة. تويتر: @mulhim12