كانت إذاعة طامي أول إذاعة سعودية مملوكة للقطاع الخاص. و كان صاحبها عبد الله الطامي من مواليد بريدة. و قد كانت تبث لمدينة الرياض فقط. و قد كان يقرأ الأخبار البسيطة بنفسه لمدة ثلاث ساعات يوميا. و كانت المحطة بسيطة للغاية ،و لكنها كانت تبث أشياء مهمة للمجتمع مثل ضياع شيء لمواطن أو نصيحة بأفضل البطاريات لسيارة معينة. و لم تتوقف هذه الإذاعة إلا عند افتتاح محطة راديو الرياض قبل حوالي خمسين عاما. و قام بإنشائها بأرخص الأسعار. و أكتب هذا المقال بعد أن رأى الجميع النقل التلفزيوني لمباريات السعودية مع تايلند و ما صاحبها من سوء نقل رغم ما يبذل من مال. و نسمع عن المبالغ الخيالية التي تعطى للمدرب و مبالغ يتم صرفها على المنشآت و على المنتخبات و مع ذلك لا نقوم بنقل ما يدور حولنا بأسلوب راقي. و الغريب أن الكثير يجهل أهمية التغطية الإعلامية لتطور الرياضة....ألم يكن المعلق الكويتي خالد الحربان جزءًا من المنتخب الكويتي؟... و إليكم أحد أسباب تردي نتائج منتخبنا. نبدأ بالسؤال الآتي.......هل نتيجتنا مع المنتخب العماني طبيعية؟. و لماذا يتلذذ منتخبنا بتأجيل الفرحة إلى آخر لحظة؟. و هذا إذا فرحنا. في الحقيقة لدينا في المملكة اعتقاد خاطئ بأن منتخب كرة القدم أساسه اللاعبون و المدرب و الإداريون. و قد كتبت أكثر من مرة عن أهمية ربط الرياضة بالمجتمع. فالرياضة منظومة متكاملة تضم البيت و المدرسة و الملعب و الملاعب و الحكم و المعلق الرياضي و النقل التلفزيوني (دققوا على كلمة النقل التلفزيوني). فلدينا أمور لا نعطيها أي اهتمام في مجال الرياضة. و أتذكر أنه في عام 1972م و أثناء دورة الخليج الثانية لاحظ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- أهمية البنية التحتية. فقد كان قادما للتو من أمريكا و لاحظ أن المباريات في أمريكا عبارة عن كشتة اجتماعية و التعليق الرياضي فن في الخطابة و النقل التلفزيوني هو أهم جذب للجماهير. و عندها قام الأمير فيصل بن فهد بزيارة لجميع مدن المملكة لتفقد البنية التحتية الرياضية. و أتذكر زيارته للأحساء, و تحدث مع رؤساء الأندية و اللاعبين. و طلب التحدث مع عدد من طلبة مدرسة الهفوف الثانوية. و ألقى كلمة رياضية و سياسية و اجتماعية. و لكنه لم يقم بإلقائها في ملعب رياضي. بل قام بإلقائها من على مسرح مدرسة الهفوف الثالثة في حي الكوت. و بعد جولته بفترة وجيزة. رأينا مشاريع رياضية عملاقة. و تم بناء ملاعب مختلفة تحت سقف واحد في صالات خضراء أبهرت مندوبي أكثر الدول تحضّرا. و خلال هذه الفترة أمر الأمير فيصل بأن يكون هناك تواصل مع العالم الخارجي. و بالفعل تم عقد دورات في كثير من الدول و تم إرسال بعثات رياضية إلى الخارج لكي تتعلم و ترى كيف أن الرياضة ليست في المستطيل الأخضر فقط. بعد جولته بفترة وجيزة. رأينا مشاريع رياضية عملاقة. و تم بناء ملاعب مختلفة تحت سقف واحد في صالات خضراء أبهرت مندوبي أكثر الدول تحضّرا. و خلال هذه الفترة أمر الأمير فيصل بأن يكون هناك تواصل مع العالم الخارجي و بعد كل هذه الجهود... فقد رأى كل مواطن و مشجع سعودي البطولات التي حققتها منتخباتنا و أنديتنا. فمن إنجاز نادي الإتفاق عام 1984م إلى بطولات الهلال و النصر و الأهلي و الإتحاد و الشباب و القادسية و غيرهم. و من كأس العالم للشباب في اسكوتلندا عام 1989م إلى تلاعبنا بأكبر المنتخبات في العالم عام 1994م. و من استضافتنا لبطولات عالمية إلى تنظيم أقوى دوري في العالم العربي. و عندما قمنا بإهمال هذه الأمور بدأت منتخباتنا بالرجوع للوراء. و أخيرا أخذت اليابان تجربتنا بفكرة بناء المنشآت و استقدام اللاعبين الأجانب و تنظيم البطولات. و أنظروا إلى اليابان. لقد كنا نضحك على اللاعب الياباني و نعلق عليه. و كانت مبارياتنا مع عمان و تايلند تمرينات سويدية. [email protected]