تساءل الكثير عن سر دور أرامكو في بناء جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وهي الشركة البترولية الكبرى عالميا , فما علاقة النفط ببناء جامعة والإشراف على بنائها فهي لم تتبرع بقيمتها أو قدمتها خدمة للمجتمع بل من أشرف وعمل على بنائها , والآن نلحظ أيضا أرامكو يأتي دورها الثاني ببناء الأستاد الرياضي بجدة كتحفة معمارية جديدة أخرى وبتكلفة تقارب 800 مليون , فمن أروقة بناء الجامعات إلى الأندية الرياضية وبناء أستاد رياضي , فما هو الدور الجديد لأرامكو الذي يأتي الآن ليعمل على بناء المشاريع , فما الرسالة التي نفهمها من هذه المشاريع التي تقوم بها أرامكو الآن؟ وبما أنني أحد من زار أرامكو بالظهران بزيارة لأصدقاء فقد وجدت الحي "الأرامكوي" في الظهران , من تنظيم وترتيب وخدمات والتزام بحزام الأمان وكل ما تتوقعه من خدمات مثالية وغيرها , وحين تخرج من بوابة أرامكو ننسى ما بداخل "حي أرامكو" ونشاهد من مطبات ومخالفات مرورية وسرعة وخدمات غير مكتملة من مشاكل مياه وكهرباء وصرف صحي وغيره, دور أرامكو الآن بدخول مشاريع البناء والتشييد مرحب به ونقول لها يا أهلا وسهلا بها , لأننا نتوقع انتهاء أزمة تأخر المشاريع والدقة والجودة في الإنجاز والتكلفة التي ستكون هي الأقرب للقيمة , دخول أرامكو يشجعنا على أن نجد تنافساً حميداً وجيداً بين شركات مقاولات سيطرت على السوق وهي تعد على أصابع اليد الواحدة, وبالتالي لا ننتظر حفرا للأبار من أرامكو الأن , رغم أننا نجد خللا ببعض ما تقدم أرامكو في السنوات الأخيرة فأصبحنا نجد أزمة " كيروسين " واستيراد البنزين الذي كان مفاجئاً حقيقة وبدأ يقل مع دخول منتجات بترو رابغ , رغم أن أرامكو ليست أرامكو السابقة والأسباب كثيرة , ولكن يظل اسم أرامكو رمزا للدقة والجودة والتخطيط والتنظيم بكوادر سعودية متعلمة ومميزة وتقود أكبر شركة نفط بالعالم , أسعدنا دخول أرامكو لقطاع البناء والتشييد والمقاولات ( ما رأيكم بشركة أرامكو للأعمار والبناء ) لأننا سنحتاج أرامكو كثيرا في نشاطنا الأقتصادي والبنية التحتية , سنحتاج أرامكو لإعادة بناء الصرف الصحي , والمستشفيات , والمدارس , والمياه , وإنشاء الطرق ( خاصة أبو حدرية – والجبيل الدمام – وبقيق الأحساء ) سنحتاج عدة " أرامكو " وليست واحدة لنعيد البنية التحتية لدينا والتي تعاني التأخير والبطء سواء من القطاع الحكومي أو المقاولين , وإن أردنا أن نعدد ما نريد فهذا سيعني أننا سنحتاج " أرامكو القابضة " لكي ننشئ عشرات الشركات , جميل جدا أن تخرج أرامكو العملاقة للجتمع وتخرج من أسوار المسورة الخاصة بها وتبدأ ببناء وتشييد مشاريع تعليمية ورياضية ونأمل بمياه وطب وغيره , فبلادنا تعاني الكثير من قصور الخدمات الأساسية والتي يلمسها الجميع , مرحبا بأرامكو المقاول الجديد والمخطط والمراقب والمنظم والمطور... فنحن نحتاج أكثر من شركة نفط.