مات صالح العزاز فقدنا واحدا من فرسان الكلمة فقدنا رمحا عربيا اصيلا نادرا مات صالح العزاز وبقي ما حمل في ذاته من قيم ومعان جميلة كان ينثرها اينما حل وحيثما كان. هاتفته في مرضه الاخير فكان صوته يتهادى عبر الهاتف رغم الألم يسألني عن الشاطئ الشرقي واصدقائه الكثر هنا لم تكن حالته الصحية تعنيه بقدر ما كان همه السؤال عن الاحبة هنا. هذا انت يا صالح تنثر نبلك في كل مكان وفي كل وقت. عرفته في جريدة (اليوم) قمة العطاء يتابع هذه المادة ويشجع هذا الزميل ويرسل احدهم ليحضر وجبة يتحلق حولها الجميع اسرة واحدة جميلة تستمد عفويتها وجمالها من الرائع (صالح العزاز). من اعزي فيك ايها الرائع في كل أحوالك؟. هل اعزي صديقنا - انت وانا - الوفي محمد الوعيل وهو الذي كان ينقل لي اخبارك ويتابعها بصدق ووفاء نادرين؟. هل اعزي صديقنا - أنت وأنا - الوفي عثمان العمير وهو يهاتفني من لندن ويحمل لي اخبارك؟ من اعزي فيك ومازالت كلمات قاسم حداد في (المستحيل الازرق) تتراقص امام عيني؟: رحيل من الرمل حتى حدود السماء رحيل يزخرفه الزعفران ويزهو به مثلما يستعير الكتاب تفاسير مختومة بالدماء أو حين يقول: أقدامهم تسعى الى بابي كأن احبابي يفتتحون الضوء في خطوهم قلبي على نبضهم في وحشة الترحال يا وحدهم بي مثل مجنون على جرحهم لو انهم قد ادركوا مابي كم أحببت الوطن وكم تفننت في التغني به بالكلمة والصور؟ كتبت لي وانت تتكرم علي بكتابك الرائع: "هذه رسالة حب لكل ذكرى جميلة في بلدي" رحمك الله يا صالح فأنت بكل ماآمنت به ستبقى ذكرى جميلة. تقول في شرحك لاحدى صورك الجميلة: "اتساءل دائما كيف ابتكر الانسان فكرة الاقفاص لحبس الطيور.. هل لانه يعيش في قفص كبير اسمه الحياة؟" وفي احساس متناه بفضل الله ونعمته تقول في صورة اخرى: "وأنت تمشي خفيفا كالفراشة او تطير في الهواء مثل طائرة ورقية.. هل فكرت ان ثمة بشر مقعدون لايستطيعون الحركة حتى لفتح ابواب غرف نومهم... ثمة اشياء عظيمة لكننا لاندركها ولانراها" وفي مكان آخر وكأنك تستشرف القادم: "وقت البهجة قد لا يطول" كم هو مؤلم ان يغمرنا الحزن من كل جانب كم هو مؤلم ان نفقد انسانا يحمل صفاتك الجميلة ولكن يبقى عزائي وعزاء احبتك في كل الوطن هذا الذكر العطر وذلك النبل النادر في زمن شح علينا بمثل صفاتك الفروسية النادرة. رحمك الله يا صالح واسكنك فسيح جناته وجعل ما عانيت في مرضك كفارة لك وطهورا وألهم اسرتك وكل من احبك واحببت الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).