تعتبر قضية التحكيم مشكلة في كافة الألعاب وعلى وجه الخصوص كرة القدم حيث تعتبر شماعته هي الأقرب لتعليق إخفاق الفرق عليه متناسين الأسباب الأخرى التي أدت إليه. وبين أن الحكم يظل بشراً معرضاً للأخطاء ونظرة الأندية ومسؤوليها على أنها جسيمة وقاتلة وتتسبب في ضياع جهودهم . كان لنا هذا الطرح في قضية التحكيم بين الثقة والشك وكيفية الوصول به إلى المكانة التي ترضي الجميع. @@ الدوسري: قصور في كفاءة الحكم أكد عبدالعزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق أنه لا يوجد هناك من يتعمد الاساءة للحكام أو للحكم لشخصه بقدر ما هو مجرد ايضاح للأخطاء التي تعرض لها فريقه مشيراً إلى أن هناك نظرة دائمة للدفاع عن الحكام ولكن ذلك لا يمنع الأندية من الدفاع عن حقوقها. وتساءل الدوسري هل طورت لجنة الحكام التحكيم بما يكفي وهل احترمت العناصر الجيدة وكانت الاختيارات موفقة في استادها للمباريات. وأضاف الدوسري أن هناك قصورا في كفاءة الحكم ولا يمكن أن تغطى الشمس بغربال مستشهداً بالأخطاء التي حدثت في مباريات الحسم والتي تحصل على حيز كبير من التغطية لكشف اخطائهم في حين يتم تناسي الاخطاء التي تحدث في مباريات الدور التمهيدي لعدم تأثيرها على مسيرة الأندية. وأضاف الدوسري أن الحكم هو من يحدد نجاح المباراة من عدمها لأنه يضع الرتوش الأخيرة عليها فإذا استطاع أن يقودها بنجاح فإنه سيبتعد عن المشاكل والتأويلات والافتراضيات التي تدخل في مرحلة الشك والعكس صحيح إذا كانت هناك أخطاء حدثت منه في سوء التقدير. وناشد الدوسري بضرورة اسناد مراقبة الحكام لجهات محايدة من الخارج بالاستعانة بخبراء أجانب كما تستعين الأندية بلاعبين ومدربين أجانب وذلك ليتم تقييم أداء الحكام والمساهمة في تطويرهم دون أن تكون اللجنة كما هي عليه في الوقت الراهن هي الفيصل في كل شيء بحيث يكون الحكم من اللجنة والمراقب منها أيضا الأمر الذي لا يساهم في النجاح ويكون للمجاملة موضع من خلاله مؤكداً أن عدم الاستعانة بحكام أجانب في المباريات الحساسة والذي جاء لمبادىء معينة اتخذها الاتحاد السعودي يفرض علينا الاستعانة بخبراء أجانب للمساهمة في تطوير الحكام والتحكيم. وطالب الدوسري بإعلان العقوبات التي تصدر بحق الحكام المقصرين في أداء المباريات المسندة إليهم نتيجة الأخطاء التي تحدث منهم وقال الدوسري: ان العقوبات الحالية التي تصدر من اللجنة للحكام من تحت الطاولة ودون الاعلان عنها لا يساهم في معرفة العقوبة التي صدرت بحقه نتيجة اخطائه التي تسببت في سلب حقوق الأندية رغم ادراكنا التام بأنها لن تكون متعمدة ولكن يجب أن يجتهد الحكم كثيراً في الابتعاد عن الاخطاء وذلك من خلال المحافظة على لياقته العالية ومتابعته الجيدة وتطوير أدائه والتمركز الجيد خلال إدارته للمباراة كما أن الإعلان عن العقوبات سيفرض على زملائه أن يعملوا الف حساب لكل مباراة يديرونها ويبتعدوا عن الأخطاء التي تكلف الأندية كثيراً حتى وان كانت تلك الأخطاء غير مقصودة. @@ الزيد: مشكلة التحكيم قائمة وعلى كافة الأصعدة أما الحكم العالمي عبدالرحمن الزيد رئيس لجنة الحكام الفرعية بمدينة الرياض فقال إن مشكلة التحكيم تعتبر أزلية وليست في السعودية فحسب وإنما حتى في الدول المتقدمة وأن المشكلة تبقى قائمة لأن هناك متنافسين ويحكم بينهم حكم واحد قد تكون قراراته مقبولة أو غير مقبولة من الفريقين. واضاف الزيد إننا لا ننكر أنه توجد اخطاء من الحكام ولكنها انسانية وطبيعية تحصل بسبب سوء التقدير لأن قانون التحكيم قائم على ذلك إلا من أمور بسيطة جداً ولذلك يحصل اختلاف دائم في التقدير بين الحكام حتى بين الحكم مع نفسه في المباراة الواحدة وبالتالي يصبح القرار موضع شك ولكن كل ما صار هناك ثقة متبادلة بين مسؤولي الأندية والحكام فإن ذلك سوف يساهم في تطوير اللعبة وأوضح الزيد أن مشكلة التحكيم تبقى لأن لدينا من يحلل بعض الأمور من جوانب أخرى مثل الميول أو لمواقف سابقة حدثت خلالها أخطاء في مباراة أدارها لنفس الفريق وتسبب ذلك في عدم وجود الثقة في الحكم ولو أحسن الظن لتغيرت الصورة بشكل أفضل وأعتبر الزيد أن مقولة (أفضل الحكام اقلهم أخطاء) ليس سبباً مقنعا ليعطى الحكم الحرية في حدوث بعض الأخطاء التي ربما تكون غير مقصودة أو نتيجة لتهاون الحكم في اتخاذ قرار بشأنها ويبقى هناك تقييم لنوعية الخطأ وهل هو جسيم وتسبب في تغيير سير المباراة أم لا وهل يدخل في دائرة سوء التقدير أو لعدم جرأة الحكم في اتخاذ القرار أو استهتاره بقوانين اللعبة. ويرى الزيد أنه عندما يكون الخطأ نتيجة لسوء التقدير أو لعدم التمركز الجيد فإنه يعتبر طبيعياً لأن الحكم بشر. وعن نجاح الحكم السعودي خارجيا واخفاقه في بعض الأحيان داخليا قال الزيد إن الحكم هو نفسه الذي يدير مباراة في الداخل أو الخارج والأخطاء ربما تكون نفسها والقانون واحد ولكن المشكلة تكمن في أن هناك من يتصيد الأخطاء في الداخل وتعتبر مقصودة على حسب ميولهم ويتم تهويلها في حين أن الإعلام والجميع يقف مع الحكم السعودي عندما يدير مباراة خارجية لأنه يمثل الوطن وبالتالي لا نهول الأخطاء التي حدثت منه والفرق أو المنتخبات الخارجية تعتبره محايداً ولا يترصد الاساءة أو تعمد الأخطاء. وتطرق الزيد إلى أن الحكم جزء من خمسة أسباب تؤدي لخسارة الفرق وهي الإدارة واللاعب والمدرب والحكم والجمهور وبالتالي فإن ربما يخطىء الحكم خطأ قاتلا ويتسبب في خسارة فريق كما ان المدرب ربما يجري تغييراً غير مناسباً يؤدي للخسارة وكذلك الحال بالنسبة للاعب الذي لا يستغل الفرص وربما الإدارة تكون سبباً في عدم تجهيزها للفريق وكذلك الجمهور والإعلام الذي ربما يشحن فريقاً قبل المباراة وتكون النتيجة عكسا لذلك يجب دراسة الاخفاق من جميع الجوانب وعدم أغفال أيا منها. @@ أبو عمارة : يجب ان تسند المباراة للحكم المناسب من جانبه أبدى المهندس جمال أبو عمارة نائب رئيس نادي الاتحاد رفضه التام للتشكيك في مستوى الحكام وتحميلهم مسؤولية الاخفاق كاملة دون مناقشتها من عدة جوانب ولكن ذلك لم يمنعه من القول إن الحكم يجب أن يكون في مستوى وأهمية المباراة وليس من المعقول أن يكلف حكم درجة أولى بقيادة مباراة نهائية ونحن لدينا حكام دوليون مستشهدا بذلك على ما حدث لفريقه في الموسم الماضي في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أما الهلال حين أسندت لجنة الحكام إدارة المباراة لحكم درجة أولى تسببت أخطاؤه في تغيير سير المباراة وطالب أبو عمارة اللجنة بالاستعانة بخبراء في مجال التحكيم من أجل تطويره والوصول به إلى المستوى الذي يؤكد تطور التحكيم مشيراً إلى أنه يجب أن يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب للحكام وأن يؤخذ بيد الحكم الجيد وأن يتم تكريمه في المناسبات الرياضية ليكون حافزاً لزملائه في المهنة كما أن مبدأ العقاب سيكون رادعاً للآخرين. @@ المهنا: إعلان العقوبة ضد الحكام ليس في مصلحة اللعبة أما الحكم الدولي عمر المهنا رئيس لجنة الحكام الفرعية بالدمام فقال إن لكل شخص الحرية في ابداء رأيه ولكن يجب أن يكون النقد هادفاً وبناء ليستفيد منه الجميع وفي مقدمتهم الحكام ويجب أن يكون هناك ابتعاد عن التجريح والاساءة للحكام بأشياء بعيدة عن المصلحة العامة للرياضة السعودية. واشار المهنا إلى أن تحميل الحكام مسؤولية الاخفاق لدى الأندية هو اسهل الطرق لديهم مؤكداً أنه لا يوجد حكم يسعى للاساءة لنفسه من خلال كثرة أخطائة في المباراة لأن الحكم عندما يدخل اللقاء يضع في اعتباره أن ما يقوم به أمانة وهدفه الأول النجاح في قيادتها لبر الأمان ولكن ربما تحدث أخطاء لسوء تقدير من الحكم يجب أن يكون حسن النية وارد حينها خاصة إذا كانت غير مؤثرة في سير المباراة ونتيجتها. وأعتبر المهنا خطوة لجنة الحكام بتقديم برنامج رياضي عبر القناة الرياضية لكشف أخطاء الحكام أو الإشادة بقراراتهم الصحيحة خطوة جيدة بشرط أن يكون التوضيح للقرارات الواضحة والتي لا يتم الاختلاف عليها بين أكثر من حكم والمساهمة في توضيح الأشياء التي تساعد الحكام على تطوير ادائهم . وأكد المهنا أنه ضد إعلان العقوبة بحق الحكام لأن ذلك يؤثر على الثقة الموجودة لديهم قائلا: إنه عندما تسعى لبناء حكم فإنك تحتاج لعشر سنوات على الأقل في حين أنك ممكن ان تخسر حكما في أقل من ثانية نتيجة خطأ وقع فيه أثناء إدارته مباراته وبالتالي فإن المصلحة العامة تفرض عدم إعلان العقوبة والاكتفاء بفرض عقوبة داخلية على الحكم لعدم تكرار ذلك الخطأ أما المصلحة الخاصة فترى ايقاف الحكم وإعلان العقوبة لاشياء أخرى وعندما نوقف حكماً في كل خطأ يحدث لسوء تقدير فإننا لن نساهم في تطوير التحكيم خاصة عندما تكون هناك نية تجاه الحكم. @@ الطريفي: خطوات تساهم في تطوير التحكيم من جهته أكد الحكم العالمي على الطريفي والذي شارك في تحكيم مباريات كأس العالم الأخيرة في كوريا واليابان 2002م أنه ليس من السهل أن يتم تطوير التحكيم بين يوم وليلة وإننا نحتاج فترة طويلة من أجل ذلك. وأضاف الطريفي قائلا: إن الخطوة الأولى لتطوير التحكيم تبدأ من أعطاء الثقة للحكام الموجودين حالياً في الساحة من قبل المسؤولين من رعاية الشباب والأندية والجمهور والإعلام أما الخطوة الثانية فتبقى مسؤولية لجنة الحكام بالتركيز على مجموعة معينة من الحكام المتميزين والمساهمة في تطوير أدائهم وأن يكون الهدف الكيف وليس الكم. والخطوة الثالثة والأخيرة هي من مسؤولية الحكم نفسه وكيف يساهم في تطوير أدائه عن طريق المحافظة على لياقته والاطلاع الدائم على قوانين اللعبة ومتابعة المباريات العالمية ودراسة أخطاء الحكام لتلافي الوقوع فيها. وعاد الطريفي ليؤكد أن عدم إعطاء الثقة للحكم من الأندية يتسبب في تحميله ضغوطا نفسية تتسبب في سهولة وقوعه في الأخطاء. وأنه يجب أن يؤخذ الخطأ من باب حسن النية وسوء التقدير ولكن ذلك لا يمنع من القول إنه يجب على الحكم أن يستفيد من اخطائه ويسعى لعدم تكرارها. وأعتبر الطريفي أن السبب الرئيسي في نجاح الحكم العربي بشكل عام أو السعودي بشكل خاص في إدارة المباريات الخارجية هو ابتعاده عن الشك في نزاهته الأمر الذي يساهم في ابداعه أثناء تحكيم المباريات الخارجية. جمال ابو عمارة التحكيم علامة استفهام