اعلن وزير الخارجية التركي يشار ياكش أمس ان تركيا مستعدة لفتح قواعدها امام الطائرات الامريكية في حال اندلاع حرب مع العراق، ملمحا في الوقت ذاته الى ان بلاده سترفض استخدام اراضيها لشن هجوم بري. وقال ياكش في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني جاك سترو اننا مستعدون للتعاون مع الولاياتالمتحدة. وردا على سؤال اوضح ان التعاون هو فتح المجال الجوي واستخدام القواعد في تركيا. الا انه ذكر بان القرار الدولي رقم 1441 لا يسمح باللجوء التلقائي الى القوة. وقال نأمل بان تحل المشكلة العراقية من دون اللجوء الى العمل العسكري. وتابع ينبغي عدم توفير اي جهد قبل اللجوء الى العمل العسكري، مضيفا لكن اذا وصلنا الى هذه النقطة فسنتعاون مع الولاياتالمتحدة لانها حليف مهم. كما اعلن مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته ان الولاياتالمتحدة اقترحت مساعدة اقتصادية كبيرة على تركيا، في حال نشوب حرب ضد العراق. واكد المسؤول التركي ان تركياوالولاياتالمتحدة قررتا خوض نقاشات بمناسبة الزيارة التي يقوم بها مساعد وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز، بشان الخسائر التي قد تمنى بها انقرة في حال اندلاع حرب ضد العراق. وفي رد على سؤال حول اهمية المساعدة الامريكية المقترحة اكتفى بالقول بانها كبيرة بدون المزيد من التفاصيل. وشدد على ان الامريكيين يتفهمون مخاوفنا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي تركي ان مساعد وزير الدولة التركي للشؤون المالية فايق اوزتراك قدم الى ولفوفيتز خلال محادثات اجراها معه في وزارة الخارجية حصيلة الخسائر التي منيت بها تركيا منذ 1991 لا سيما بسبب الحظر الدولي على العراق وشدد على الانعكاسات الاقتصادية التي قد تنجم عن حرب جديدة. وقالت الصحف الامريكية ان واشنطن قد تقترح مساعدة مالية تتراوح ما بين 700 الى 800 مليون دولار في اطار مساعدة تمنح على مدى سنوات عديدة وقد تصل الى عدة مليارات من الدولارات. وقد وصل الى انقرة امس الثلاثاء كل من وزير الخارجية البريطاني جاك سترو والمسؤول الثاني في وزارة الدفاع الامريكية بول ولفوفيتز والمسؤول الثالث في وزارة الخارجية الامريكية مارك غروسمان لاجراء محادثات تتركز خصوصا على المسألة القبرصية وعملية عسكرية محتملة ضد العراق. وتتكثف الحركة الدبلوماسية في تركيا مع اقتراب الثامن من ديسمبر، موعد انتهاء المهلة المحددة للعراق من اجل تقديم تقرير بجميع اسلحته الى المفتشين الدوليين، و12من ديسمبر، تاريخ عقد الاتحاد الاوروبي قمته في كوبنهاغن لبحث مسألة توسيعه. وبعد زيارة وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر الاثنين، وقبل زيارة وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو غدا الاربعاء، اجرى المسؤولون الاتراك اليوم الثلاثاء محادثات مع سترو ومع ولفوفيتز وغروسمان. وافادت صحيفة حريات الواسعة الانتشار ان الادارة الامريكية طلبت في رسالة من سبع صفحات سلمت مؤخرا الى السفير التركي في واشنطن، اذنا بنشر حوالى مئة الف جندي امريكي على الحدود بين العراقوتركيا. واوضحت الصحيفة ان واشنطن طلبت ايضا من تركيا المساهمة ب35 الف جندي في هذه القوة وفتح بعض قواعدها الجوية ومرافئها لاستخدامها في العملية. من جهتها قالت صحيفة جمهوريات التركية (اليسار الوسط) ان واشنطن ستطلب من انقرة ايضا تقديم وحدة مسلحة تضم ما بين 17 و20 الف جندي للدخول الى الاراضي العراقية انطلاقا من تركيا. وقالت انه في مقابل الدعم اللوجستي والعسكري للولايات المتحدة، سيتم الغاء ديون تركيا العسكرية البالغة ستة مليارات دولار.