ناقش مجلس الامن القومي التركي امس الخميس قضية توجيه ضربة عسكرية أمريكية مرتقبة ضد العراق والتي تخشى تركيا من عواقبها الوخيمة على اقتصادها الذي يمر اصلا بازمة خانقة وعلى مصالحها الاقليمية، حسب ما جاء في بيان نشر بعد الاجتماع الشهري للمجلس. وقال البيان ان المجلس بحث في تاثيرات عملية امريكية ممكنة لتغيير النظام العراقي على البلاد والمنطقة. ويضم المجلس الذي يضع السياسات الرئيسية في البلاد، المسؤولين المدنيين وابرز المسؤولين العسكريين الاتراك. وقد قام مساعد وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز الاسبوع الماضي بزيارة الى انقرة بهدف الحصول على دعم تركيا للخطط الامريكية الهادفة الى قلب نظام الحكم في بغداد. وتمر تركيا، الحليفة الرئيسية للحلف الاطلسي، بازمة سياسية وقد طلبت من الولاياتالمتحدة الاستمرار في مشاورات معمقة معها حول تحركاتها المحتملة ضد جارها الجنوبي.وتخشى انقرة ان تؤدي حرب في العراق الى مزيد من الضعف في اقتصادها فيما تحاول الخروج من احد اسوأ حالات الانكماش منذ عقود مع برنامج تقشف يدعمه صندوق النقد الدولي بقروض كبيرة. وتخشى تركيا ايضا ان تؤدي زعزعة الاستقرار في العراق الى انشاء دولة كردية مستقلة في شمال هذا البلد قد تعزز مشاعر الانفصال لدى الاكراد في جنوبتركيا التي تعاني فيها الأقلية الكردية في أقصى جنوب شرق البلاد. وكانت القاعدة الامريكية العسكرية (فس انجرليك) في شرق تركيا ساهمت في مساعدة الطيران الحربي الامريكي في قصف العراق في عام 1991 خلال حرب الخليج، وتستخدم اليوم لمراقبة منطقة الحظر الجوي شمال العراق.
