قال نبيل بن عبدالله وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ان عدد ضحايا الفيضانات الأخيرة بالمغرب بلغ 63 قتيلا و26 مفقودا و17 جريحا.وأكد بن عبدالله في مؤتمر صحفي أن هذه الفيضانات أتلفت مئات الهكتارات وأهلكت المئات من رؤوس الماشية. كما أن المياه والأحوال غمرت 17 وحدة صناعية ببلدة برشيد (شرق الدار البيضاء) و24 وحدة بالمحمدية (شمال الدار البيضاء) فضلا عن عدة أحياء بهذه المدينة مشيرا الى ان المؤسسات التعليمية والجامعية التي غمرتها المياه اضطرت الى وقف الدراسة. كما انهار 24 منزلا بشكل كلي وتصدع 1134 منزلا اضافة الى 373 منزلا غمرتها المياه في 14 حيا وعدة دواوير، موضحا ان الجهات المعنية تدخلت 900 مرة ساهمت في الابقاء على حياة 3000 شخص وانجاز 160 عملية ضخ وصرف للمياه واعادة تشغيل 70 محولا كهربائيا. مشيرا الى أنه تم نصب 1000 خيمة وتوزيع 2000 فراش ونحو 6600 غطاء فضلا عن توزيع أطنان من الأغذية والأدوية. الى ذلك وجهت الفيدرالية الدولية لمنظمتي الصليب والهلال الأحمرين أول أمس الجمعة بجنيف نداء لتوفير مساعدات بقيمة 390 ألف دولار لفائدة السكان المنكوبين جراء الفيضانات التي حدثت مؤخرا في العديد من المحافظات المغربية. وقالت سينثيا بيتري المكلفة بالبرنامج الخاص بشمال افريقيا في الفيدرالية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية ان الفيدرالية ستخصص مبلغا استعجاليا قيمته نحو 27 ألف دولار لضحايا الفيضانات في المغرب وذلك في انتظار الاستجابة للنداء، مشيرة الى أن النداء يهدف الى تمكين الهلال الاحمر المغربي من الحصول بشكل استعجالي على المواد الغذائية والأغطية والملابس لفائدة 5000 أسرة فقدت كل ممتلكاتها بسبب الفيضانات مشيرة الى انه بعد عشرة أيام متوالية من الأمطار الغزيرة فإن حوالي 20 ألف منكوب في حاجة الى مساعدات فورية. وأضافت بيتري ان ممثلا عن الفيدرالية حل بالمغرب من أجل انجاز تقويم دقيق لحجم الخسائر والحاجيات الملحة في الأقاليم المتضررة وتوقعت أن تلجأ الفيدرالية الدولية بناء على هذه العملية وفي حال ما اذا تبين أن الخسائر أكبر مما كان متوقعا إلى توجيه نداء ثان للحصول على مساعدات اضافية للمنكوبين. وفي اطار مخلفات فيضانات الأيام السابقة أكد عبدالرحمن السعيدي مدير شركة تكرير النفط (لاسامير) أن تأمين التزويد بالمحروقات سيكون عاديا وأنه ليس هناك أي احتمال لنفاد الاحتياطي، موضحا ان الشركة تسلمت باخرة، وتنتظر تفريغ حمولة خمس بواخر أخرى توجد في عرض البحر. وكان بعض المصادر الاقتصادية المغربية استند بدوره لشركات التأمين في الدار البيضاء الى أن خسائر مجموعة (لاسامير) النفطية تقدر بين 385 485 مليون دولار، وتغطي التجهيزات المتضررة فضلا عن الخسائر التي ستتكبدها المجموعة جراء توقفها عن التسويق. وأوضح السعيدي في حديث صحفي ان السبب الرئيس للحريق هو تدفق كميات هائلة من المياه غمرت وحدات التصنيع بالمصفاة وان تدفق المياه كان أكبر مما توقعه الخبراء اذ بلغ 200 متر مكعب في الثانية. وأضاف أن المياه عندما اندفعت الى السطح كانت قد اختلطت بالمحروقات مما سهل عملية التماس مع التجهيزات الساخنة لاحدى الوحدات، الأخرى ،وانه لم يكن من الممكن ايقاف ذلك فانتقلت النيران بسهولة لبعض الوحدات الأخرى، معترفا بأن الخسائر كانت جسيمة ويصعب في الوقت الحالي تحديد أرقام الخسارة وأن المعمل يستطيع مزاولة أعماله مجددا بعد شهر واحد عكس مصادرنا النقابية التي قالت ان الاصلاحات قد تتطلب اكثر من ستة أشهر. وحسب مصادر صحية اقتصادية في الدار البيضاء فإن لاسامير التي تملك عقود تأمين مع شركتي (سناد) و(أطلنطا) المحليتين وشركات أوروبية، قد تحصل على تعويضات عن الأضرار التي أصابتها. تجدر الاشارة الى أن مؤسسة (لاسامير) النفطية تعود ملكيتها لمجموعة (كورال هولدينغ أ. بي) السعودية السويدية المشتركة 3.67 في المائة من رأسمال (لاسامير)، فيما يمتلك 7.32 في المائة الباقية عدد من المساهمين في سوق الأسهم بالدار البيضاء. على صعيد آخر وفي اطار الكوارث التي توالت على المغرب مؤخرا أعلنت قيادة القوات المسلحة الملكية المغربية ان ثمانية عسكريين مغاربة بينهم ضابط برتبة عميد قضوا في تحطم مروحية كانوا على متنها الخميس في غابة منتجع افران الجبلي في شرق البلاد. وأوضحت القيادة ان المروحية العسكرية كانت قادمة من قاعدة مدينة القنيطرة على سواحل المحيط الأطلسي ومتجهة الى شرق المملكة عندما تحطمت مضيفة انه تم تحديد مكان الحطام بعد ظهر أول أمس الجمعة في غابة افران. وكان الاتصال باللاسلكي انقطع مع المروحية وان الحادث قد يكون بسبب سوء الأحوال الجوية.