إن أهم فائدة روحية للصيام هي تعلم التقوى التي معانيها كثيرة منها الشعور بالقرب من الله والخوف منه وكبح النفس. لهذا أمرنا الله سبحانه بالصوم لشهر كامل نتجنب فيه الأكل والشرب والشهوات طيلة النهار ونلتزم بالسمو في التعامل ولكن لماذا نحتاج للصوم؟ لأن هناك عدة طرق لتدبر نقاوة وبساطة الجسم ينبغي التصدي لها ومنها تناول الطعام طوال الوقت مما يؤدي إلى السمنة وبسبب شرب الكثير من القهوة والشاي والمشروبات الغازية والعب من الشهوات بدون ضوابط وندخن وهكذا. فعند الصوم لا يمكنه عمل كل ذلك وفي حالة الرغبة فإنه يقاوم ويحارب من أجل الامتناع ويقول (أنا صائم) ولا يستجيب لشهوات نفسه حتى يكون بالقرب من الله سبحانه. كيف يكون ذلك؟. بعمل العلاج الروحاني وهو زيادة الصلوات وقراءة القرآن ،إن فوائد الصيام الطبية يأتي في المرتبة الثانية فالمرضى يستغلون هذا الشهر الكريم للرجيم وإراحة الجهاز الهضمي ونقص الدهون ولم يشرع الصيام الكامل لأربع وعشرين ساعة لأنه مخالف للشريعة الإسلامية وله آثاره الجانبية ومن مزايا الصيام أنه لا يؤدي إلى سوء التغذية أو عدم الحصول على السعرات الحرارية الكافية. بالإضافة إلى أنه رغبة دينية وإلاهية ولا توصف من قبل الأطباء فشهر رمضان شهر التنظيم والتدريب النفسي والتي نتمنى أن يستمر بعد نهايته. فإذا تعلم الفرد والصائم الدرس فتأثيره سيستمر إنشاء الله لأن نوعية الأكل في شهر رمضان لا تعتمد على نوع معين مثل البروتينات أو الفواكه فقط ولكن يمكن أكل أي نوع بكميات متوسطة ومعقولة. فالفرق في تناول الطعام بين الأيام العادية ورمضان هو وقت الأكل فقط وقد عملت عدة دراسات وابحاث علمية وطبية لفوائد الصوم مثل الذي عقد في كاز بلانكا " الدار البيضاء " بالمغرب سنة 1994م ونوقشت أكثر من خمسين دراسة أثبتت أنه يحسن الكثير من الحالات المرضية. أما تأثير الصوم النفسي فهو الاطمئنان والهدوء فقد لوحظ انخفاض معدل الجرائم في هذا الشهر عملا بنص القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وترديد قول (اللهم إني صائم) عندما يؤذيك أحد. وقد تم تفسيره طبيا هو ثبات معدل الجلوكوز بالدم لأن انخفاضه يؤدي إلى تغيرات بالتصرفات النفسية أما فوائد زيادة عدد الصلوات بالليل إلى جانب المهمة الأولى المتمثلة في التقرب الى الله سبحانه يتم أيضا لهضم الطعام وزيادة الطاقة لأن الأبحاث الطبية دلت على وجود زيادة عشر سعرات حرارية لكل جزء من الصلاة. لذا حركة المفاصل مع الطاقة تؤدي إلى عمل تمارين جسمانية أفضل. وزيادة قراءة القرآن الكريم إضافة إلى التعبد فهو يؤدي إلى الهدوء والسكينة للقلب والعقل بل أيضا يحسن الذكاء. د. إبراهيم عبد الوهاب الصحاف أخصائي علاج الآلام والوخز بالأبر الصينية [email protected]