كرم الله سبحانه وتعالى ليلة القدر, بان انزل كتابه الكريم فيها فقال سبحانه وتعالى: في سورة الدخان (حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا انا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم). وقال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر). وكذلك قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن). ان ليلة القدر من ليالي شهر رمضان التي انزل فيها القرآن الكريم وان هذه الليلة عند الله سبحانه وتعالى بها ميزات وقدر وفضل وانها ليلة مباركة ويتفق العلماء على ان ليلة القدر في العشر الاواخر من شهر رمضان المعظم, وتتأكد في الليالي الوتر منها وقد ذهب كثير من الفقهاء الى انها ليلة السابع والعشرين من رمضان واستدلوا على ذلك بما صح عند مسلم واحمد وغيرهما. كما استدلوا بما رواه احمد عن ابن عمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في شأن ليلة القدر ( من كان متحريا لها فليتحراها في ليلة سبع وعشرين). ويختلف العلماء في تحديد وقت ليلة القدرمن شهر رمضان وذلك لاختلاف الروايات في هذا الشأن ولعل اخفاء وقتها كان للحث على طلب المؤمنين اياها بالدعاء والعبادات كما اخفيت ساعة الاجابة من يوم الجمعة ليجتهد المؤمنون في الاشتغال بطاعة الله عز وجل، جميع هذا اليوم وكما اخفى الله سبحانه وتعالى موعد قيام الساعة للحذر من فجأتها طلبا لمراقبة الله عز وجل وحذرا من المعاصي. ومما يؤيد ان ليلة القدر كانت في العشر الاواخر من رمضان ما ثبت من ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في المسجد في هذه الليالي العشر وقد قالت السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الاواخر من رمضان احيا الليل وايقظ اهله، وجد وشد المئزر) وايضا قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها (يارسول الله، أريت ان علمت، أي ليلة القدر، ما اقول فيها؟ قال: قولي: اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني). ولليلة القدر المباركة ميزات وعلامات اشارت اليها آيات القرآن الكريم ومنها: انها خير من ألف شهر بسبب نزول القرآن الكريم فيها ولذلك فضل بعض العلماء تلاوة القرآن الكريم فيها هو بدء نزوله. ويكون قيام هذه الليلة المباركة بتلاوة القرآن الكريم او بالصلاة او بالادعية او بها جميعا وجاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). ومن مميزات ليلة القدر كما جاء في القرآن الكريم: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر). ويعني ذلك ان يكثر في هذه الليلة نزول الملائكة من السماء الى الارض ومعهم جبريل عليهم السلام، لتنفيذ اوامر الله سبحانه وتعالى وما قضاه لعباده وانها سلام حتى مطلع الفجر. **عبدالمنعم العبداللطيف