القدر في اللغة له معنيان الأول : بمعنى تقدير الأمور وابرامها وقد ورد هذا المعني كثيراً مع القضاء مثل : القضاء والقدر. والمعنى الآخر : معني التعظيم قال تعالى : "وما قدروا الله حق قدره" اي ما عظموه حق تعظيمه. وليلة : القدر وردت في قوله تعالى : "إنا انزلناه في ليلة القدر" بمعنى ان هذه (الليلة) ذات قدر وتعظيم كما تعني ليلة يفصل فيها ما جرى به القضاء ويكشف للملائكة. وهناك خلاف فيما مضى في موقع (ليلة القدر) هل هي في شهر رمضان أم هي في ليلة النصف من شهر شعبان؟ لم يأت تحديد زمنها في كتاب الله ولا في أي شهور السنة فقد ورد ذكرها في سورة القدر قال تعالى : "إنا انزلناه في ليلة لاقدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر". كما جاء ذكرها في سورة الدخان بالليلة المباركة، قال تعالى "إنا انزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منتذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا انا كنا مرسلين" وتم حسم هذا الخلاف في قول الله تعالى : "شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان". واكدت السنة المطهرة ان كلا من (ليلة القدر) والليلة المباركة وصفان لموصوف واحد هو ليلة من ليالي رمضان شرفها الله بجعلها لنزول كتابه المبين. فقد كان النبي عليه افضل الصلوات واتم التسليم يحيي العشر الاواخر من رمضان فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ أهله. وتبوأت العشر الاواخر من شهر رمضان بهذه المنزلة لان ليلة القدر فيها الحديث: (التمسوها في العشر الاواخر من رمضان كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان) متفق عليه. وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاهى فلان وفلان، فرفعت، وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" رواه البخاري. وعن ابي بن كعب انه قال : والله الذي الا هو انها لفي رمضان ووالله اني لأعلم اي ليلة هي : الليلة التي امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها وهي: ليلة سبع وعشرين وامارتها : "ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" رواه مسلم واحمد وابوداوود والترمذي صححه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه : "ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواعه البخاري ومسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله : أرايت ان علمت ، اي ليلة ليلة القدر ، ما اقول فيها؟ قال قولي : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" رواه احمد وابن ماجد والترمذي. ان اغتنام الاجر والثواب باحياء ليلة القدر ليلة القرآن، ليلة انزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الفرقان، ليلة خير من الف شهر التي تعادل ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر بالقيام (الصلاة) وبذكر الله (الدعاء) فقد احييتها واجرت عليها فذقت حلاوة المناجاة : تناجيه فيسمعك وتدعوه فيستجب لك، واشرقت نفسك بنور ربها صفاء وطهارة وعزيمة.