تسعى وزارة الطاقة السودانية الى تذليل العقبات التي تحول دون استفادة الريف السوداني من خدمات الإنارة والكهرباء عن طريق استخدام وتحويل الطاقات المتجددة في السودان لاسيما الشمسية منها في إمداد خدمات الكهرباء الى هذه المناطق. وتعكف السلطات السودانية المختصة في الآونة الأخيرة على تنفيذ مشروع (ازالة العوائق امام الانتشار التجارى لاستخدامات الخلايا الشمسية) والذى يموله برنامج الاممالمتحدة والمرفق العالمي للبيئة بإشراف وزارة التعاون الدولى. الا ان هذا المشروع تهدده عقبات عدة تحول دون استمراره منها قلة الوعي بأهمية استغلال الطاقات المتجددة وعدم وجود استراتيجيات واضحة من قبل الدولة اضافة الى عدم توفير الموارد المالية وضعف القدرات الفنية اللازمة لتركيب وصيانة اجهزة الخلايا الشمسية. وكانت لجنة الطاقة في المجلس الوطني قد أوصت فى تقرير أصدرته على ان الطاقة الشمسية هى الحل المستدام لكهرباء الريف، وطالبت وزارتى الطاقة والتعدين والمالية والجهات المعنية بتخفيض اسعار تقنيات الطاقة الشمسية من خلال الاعفاء الكامل للرسوم الجمركية وانشاء صندوق تشرف عليه وزارة الطاقة ويقوم بتمويل انظمة الخلايا الشمسية لضمان وصول هذه التقنيات الى اكبر عدد من المستفيدين. واستعرض المختصون بشأن الطاقات المتجددة فى الملتقى الإعلامي الذى عقد في وزارة الطاقة والتعدين المشاكل التى تحول دون النشر التجارى لاستخدامات الخلايا الشمسية فى السودان. وطالبوا بتكوين محفظة مالية تسهم فيها البنوك والشركات الخاصة الراغبة فى تمويل انظمة الخلايا الشمسية التى اثبتت جدواها الاقتصادية لتدخل مرحلة الاستخدام التجارى على ان يتابع عمل المحفظة اتحاد المصارف السودانى وبنك السودان. وذكرت الدكتورة اقبال الصادق مديرة ادارة الطاقات المتجددة في وزارة الطاقة فى ورقتها امام الملتقى الاعلامى ان السودان يتمتع بعدة مصادر متجددة ومتنوعة من الطاقات اذ يذخر بطاقة شمسية ساطعة تطلق الساقطة منها250 وحدة حرارية على كل سنتيمتر مربع ويقدر ذلك بحوالى 10688 (جيجاجول) فى المتر المربع فى العام وهو ما يعادل نصف المخزون من البترول فى العالم. وقالت ان حجم الطاقة المائية المتاحة في السودان يقدر حاليا بحوالى 3000 ميجاوات ويعادل عشرة اضعاف المستغل من الكهرباء وتبلغ كثافة قوة الرياح حوالى 600 (واط) فى المتر المربع فى شمالي السودان وتقدر بحوالى 200 (واط) فى المتر المربع في جنوبي البلاد الى جانب طاقات الكتلة الإحيائية والحرارة الجوفية والمد والجزر. ويتم حاليا استخدام الطاقة الشمسية فى عدد من المجالات الضيقة كثلاجات حفظ الأمصال ومراكز الاتصالات وضخ مياه الشرب ومراكز شحن البطاريات إضافة الى بعض الخدمات الاجتماعية كإنارة الأندية وبيوت العبادة والمؤسسات التعليمية وتجهيز غرف العمليات وغيرها. يذكر ان الشبكة القومية للكهرباء لا تغطى سوى 15 في المائة من احتياجات السودان.