هل المعيار هو (إن خير من استأجرت القوي الامين)؟ سورة القصص. القوة والامانة نعم.. ان هاتين الصفتين تجمعان كل المعاني القيادية التي تحدث عنها علماء الادارة في العالم. وسنتحدث عنهما اليوم بايجاز. القوة: وتعني الكفاءة والذكاء والقدرة على اداء المهمة, وتختلف القوة المطلوبة باختلاف المهمة. قال ابن تيمية: والقوة في كل عمل بحسبها, فالقوة في امارة الحرب ترجع الى شجاعة القلب والى الخبرة بالحروب, والقوة في الحكم بين الناس ترجع الى العلم بالعدل الذي دل عليه القرآن والسنة والى القدرة على تنفيذ الاحكام. 1- الروتين القاتل: واعراضه البطء في انجاز المعاملات والضغط في العمل والذي يسبب الاكتئاب والملل, ويؤدي الى تمضية الوقت كيفما اتفق. ولعل هذا واضح في ترهل الادارة والروتين الحكومي المستشري في معظم الدول العربية. 2- ضعف الاستغفار: يضعف الاستغفار عندما يصبح استغفارا سريعا بلا روح, استغفارا شفهيا لا يلامس شغاف القلب, فيرق به من خشونة الذئب. وهو من شروط القوة المعنوية والاقتصادية التي غفلنا عنها ولا توجد انظمة الغرب او علومهم. وهذا هود عليه السلام ينصح قومه بشروط البنية المعنوية الاقتصادية فيقول: (يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم) سورة هود. الامانة: وتعني المصداقية والرقابة الذاتية والمبادرة لاداء العمل على أتم وجه. وتستخدم كلمة الامانة بأكثر من معنى, ومنها: 1- التكليف: قال تعالى: (انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) سورة الاحزاب. 2- الامانة المعنوية: تمتد حدود الامانة الى ما هو أبعد من القضايا المالية, فهي تشمل امانة الفكر والرأي والموقف.