بدأ الجيش الإسرائيلي صباح أمس (الثلاثاء) حملة عسكرية واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية ردا على عملية القرية التعاونية "ميتسير" والتي أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين. وهدمت جرافات الاحتلال ، بيت محمد نايفة وهو أحد كبار نشطاء حركة فتح، وتحمله إسرائيل مسؤولية إرسال منفذ عملية "ميتسير" التي أودت بحياة خمسة مستوطنين.. وقالت مصادر فلسطينية إن 30 دبابة ترافقها قوات من المشاة توغلت صباح أمس في مخيم اللاجئين بطولكرم وبدأوا بعمليات تمشيط بحثا عن مطلوبين. وكان رئيس الحكومة ، أرييل شارون، قد صادق (الاثنين)، خلال اجتماع أمني على عمليات عسكرية بعدما اعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مسؤوليتها عن الهجوم. وقد شارك مئات الإسرائيليين في تشييع قتلى الهجوم، وتعهد وزير الدفاع شاؤول موفاز بإلقاء القبض على مدبري الهجوم،وعمل كل ما هو ممكن لمنع وقوع هجمات مماثلة. ووصف رئيس الوزراء أرييل شارون -أثناء تفقده للكيبوتز بصحبة موفاز- المستوطنات بأنها طالما كانت خط الدفاع عن حدود وأمن إسرائيل على حد قوله. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن شارون وموفاز قررا القيام بعمل عسكري في الساعات القادمة في نابلس أيضا. يأتي ذلك بعد أن ادانت القيادة الفلسطينية الهجوم ، وأمر الرئيس ياسر عرفات بفتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عنه ومحاسبتهم، ووصف عرفات الهجوم بأنه حلقة في سلسلة العنف التي بدأتها إسرائيل. ويتزامن تجدد المواجهات مع بدء زيارة من المقرر أن يقوم بها مبعوث أمريكي إلى المنطقة. ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يجري فيه مسؤولون من حركة (فتح) وحركة (حماس) محادثات في القاهرة. ويقول مسؤولون في فتح إنهم سيطلبون من حماس وقف عملياتها المسلحة داخل الخط الأخضر. من جانبه نفى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن يكون حوار القاهرة يهدف إلى وقف العمليات الفدائية. وقال إنه يتناول الوضع السياسي العام محليا وإقليميا ودوليا، وتحديد سبل مواجهة الاحتلال وبحث الأوضاع الفلسطينية الداخلية. فيما قال أسامة حمدان أحد أعضاء وفد حماس إن حوار القاهرة يتركز في ثلاثة محاور، أولها التطورات المحيطة بالقضية الفلسطينية والتحولات على صعيد المنطقة، والثاني آليات العمل المشترك بين الحركتين لمواجهة المستجدات، والثالث هو العلاقات الثنائية بين فتح وحماس والقوى الفلسطينية الأخرى .