في لقاء سريع حاولنا أن نتعرف علي أفكار مصرفي مصري شاب تم اختياره لرئاسة بنك مصر إكستريور وهي مهمة دقيقة للغاية ليعود ببنك مصر إكستريور لما كان عليه كمنافس قوي علي قمة الجهاز المصرفي .. المهمة ليست صعبة بقدر ماتحتاج إلي الصبر والإيمان والعلم .. وعدم الصعوبة يرجع إلي أن أساس البنك قوي وسليم وأن بعض حالات التعثر التي ظهرت كما في كل البنوك المصرية يمكن السيطرة عليها ولاتمثل أي نسبة تذكر بالنسبة للأصول. في البداية أكد وجدي رباط ضرورة التركيز علي النقاط الايجابية حيث يرى أن ماحدث في الجهاز المصرفي خلال الشهور القليلة الماضية بمثابة ثورة تصحيح مصرفية بدأت بتغيير مجالس إدارات البنوك ورؤساء المصارف , والدفع بأهل الخبرة لمراكز القيادة لتطوير نظم العمل لتتواكب مع متغيرات العصر ومتطلباته والاعراف المصرفية الجديدة . ويحلل وجدي رباط جميع الظروف التاريخية التي مرت علي العمل المصرفي لمصر مشيرا إلي أن الكوادر المصرفية المصرية التي قادت البنوك في الخمسينيات تدربت علي أيدي المصرفيين والبنوك الأجنبية , وكان هذا كفيلا بأن يكون في البنوك المصرية فكر يتماشي مع الفكر المصرفي العالمي , وبعد عمليات التأمين قادت الدولة حركة المصارف لصالح التنمية والقطاع العام , وأدت هذه الفترة إلي تراجع الاهتمام بالعنصر البشري في البنوك , إلا أن هذا الاهتمام برز مجددا مع التطوير الذي واكب عملية الاصلاح الاقتصادي , وقد قام رؤساء البنوك في تلك الفترة بدورهم في إطار الأهداف الاقتصادية التي سادت آنذاك من حيث دعم وخدمة القطاع العام دون التركيز علي تقوية ادارات الائتمان والتي بدورها مع بدء عملية الانفتاح ودخول البنوك الأجنبية لم تستطع القيام بالدور المطلوب فظهرت حالات التعثر. ومن هنا فلابد من فتح الباب علي مصراعيه لأهل الخبرة لوضع الضوابط المطلوبة لضبط الائتمان , وألا يقتصر مفهوم اعرف عميلك علي موضوع غسل الأموال , ولكن يمتد إلي العلاقة التي تربط مسئولي البنك بالعميل فلابد من أن يكون هناك مسئول علاقات مع العملاء مهمته أن يعيش حالة العميل وأن يلمس في كل وقت أوضاعه حتي يمكن التدخل بالقرار المصرفي السليم في الوقت المناسب لحماية البنك وحماية العميل ونشاطه لأهمية هذا النشاط للاقتصاد القومي لأن تعثر العملاء ليس معناه مخاطر تواجه أموال البنك ولكنها مخاطر تهدد نشاط العميل , وأيضا فرص العمل التي أتاحها هذا النشاط . ومن هنا فإن الانذار المبكر السريع مهم للغاية .