دخلت شركات الطيران العربية لقاهرة منافسة شديدة هذه الايام لنقل المعتمرين الى الاراضي المقدسة خلال شهر رمضان المبارك حيث تستمر رحلات العمرة حتى 15 رمضان الجاري فيما تجاوز عدد المعتمرين خلال الشهر اكثر من 50 ألف معتمر حرصوا على تأدية عمرة النصف الثاني من الشهر الكريم حيث يعتبر المعتمرون الرحلة فرصة ذهبية لتأدية الشعائر المقدسة والسياحة الداخلية بالمملكة. وحول السياحة الداخلية بالمملكة وفرص الاستمتاع للمعتمرين خلال الشهر قال تقرير صادر عن سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ان السياحة الداخلية في المملكة شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الاخيرة بانشاء العديد من المشاريع والمنشآت السياحية التي نفذتها الحكومة والقطاع الخاص والتي اسهمت في تطوير المناطق السياحية بشواطئ المملكة الغربية والشرقية ومناطق الاصطياف في الطائفوالباحةوعسير، حيث تضاعفت الاستثمارات الوطنية في المجالات السياحية ووصلت الى الاف الملايين من الريالات مما ادى الى قيام العديد من المؤسسات والشركات السياحية الكبرى التي تتولى انشاء وادارة وتشغيل انواع متعددة من المشاريع السياحية مثل الفنادق والفلل والشقق المفروشة والقرى السياحية والشاليهات ومدن الالعاب ومراكز الترفيه ومراكز التسويق وغيرها من الخدمات بما يتناسب مع تقاليد المجتمع السعودي. وقدرت مصادر اقتصادية حجم الاستثمارات الوطنية في مشروعات السياحة الداخلية خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر من 15 مليار ريال منها نحو خمسة مليارات استثمارات فندقية، مما رفع الطاقة الفندقية في المملكة الى نحو 37.500 غرفة و 3500 وحدة سكنية موزعة بين القرى السياحية والشاليهات وهناك نحو 50 مدينة ترفيهية والعاب الطفال مع اشتغال اكثر من 320 وكالة سفر. وقدرت دراسة لمركز البحوث بالغرفة التجارية الصناعية بجدة اجمالي انفاق المواطنين السعوديين على السياحة الداخلية والخارجية بحوالي سبعة عشر مليار دولار في المتوسط سنوياً، نصيب السياحة الداخلية منها لا يتعدى 27% وهذا ما جعل الدولة تركز جهودها علىتنمية السياحة الداخلية رغم ان مصايف المملكة الواقعة في الجنوب الغربي مثل: الطائفوالباحةوعسير، من افضل مناطق الاصطياف العالمية وتتميز بالارتفاع عن سطح البحر حوالي 3 الاف متر بجوها المعتدل صيفاً ومناظرها الطبيعية الجميلة. وتشتهر تلك المناطق بمدرجاتها الزراعية ومختلف انواع الفاكهة والخضروات وترتبط هذه المناطق بمناطق المملكة الاخرى جواً بواسطة المطارات الاقليمية في كل من ابهاوالباحةوالطائف وبراً عن طريق شبكة من الطرق التي تمتد عبر الاودية والجبال وبالاضافة الى تكامل والبنية التحتية في هذه المناطق من مواصلات وماء وكهرباء واتصالات متطورة تتكامل والبنية العلوية من حدائق ومتنزهات الى جانب توافر الخدمات السياحية المتنوعة، وتتراوح درجة الحرارة خلال فصل الصيف في هذه المناطق بين 25- 30 درجة وتنخفض الى اقل من ذلك في مرتفعات عسيروالباحة لتصل الى 19 درجة بينما تصل درجة الحرارة في بعض مدن الممملكة ودول الخليج الى 45 درجة في بعض الاحيان لذلك تزدحم هذه المناطق بالسائحين الذين يتوافدون عليها من مختلف انحاء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجية المجاورة وجاء في دراسة اعدتها الغرفة التجارية الصناعية بأبها بالتعاون مع قسم الجغرافيا بكلية التربية ان عدد المصطفافين بمنطقة عسير خلال صيف بلغ 1.312.500 مصطاف وقدرت الدراسة حجم مصروفاتهم باكثر من 2 مليار و 269 مليون ريال. ومع ان الطائف تعتبر المصيف الاول للمملكة الا ان منطقتي عسيروالباحة اخذت تنافسها في اجتذاب المصطافين لما يتوافر بها من مقومات سياحية الا ان الطائف تتمير بقربها من مكةالمكرمة 75 كم مما يطيب للمصطافين التوجه الى المسجد الحرام لاداء مناسك العمرة والعودة لمقر الاقامة بالطائف في غضون ساعات قليلة والى الجنوب من الطائف بمسافة 250 كم تقريباً تقع منطقة الباحة الجميلة بهوائها وطبيعتها والى جانب القلاع والحصون الاثرية تتميز المنطقة بتراثها المعماري الفريد كما تتميز بانتاجها الزراعي الوفير من الفواكه والخضراوات ومن اهم مدنها مدينة بلجرشي التي تعتبر مركزاً تجارياً هاماً وتقع على بعد 212 كم من مدينة الباحة. وتستقبل المنطقة سنوياً الاف المصطافين الذين يتدفقون عليها من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج وتتوافر بها مختلف المرافق والخدمات السياحية من فنادق وشقق مفروشة ومطاعم ومراكز ترفيه. وفي الجنوب منها تقع منطقة عسير حيث تبلغ جبال السروات اعلى ارتفاع لها ويبلغ طول الطريق من الطائف مروراً بمنطقة الباحة الى ابها عاصمة منطقة عسير حوالي 543 كم ماراً بعدد من المدن والقرى، وتتميز منطقة عسير بمناظرها الطبيعية وتغطي الغابات والاشجار البرية معظم مساحة المنطقة وتتناثر على سفوح الجبال المدرجات الزراعية التي تعتمد في ريها على الامطار التي تتساقط على المنطقة صيفاً وشتاءً وتنتج هذه المدرجات اجود ثمار الفاكهة والخضروات والحبوب.