على بعد 20 كيلو متراً إلى الشرق من مدينة الهفوف تقع قرية المركز، التي لا يفصلها عن الجفر إلا 4 كيلو مترات شرقاً، حيث يمكن الوصول إليها بالسيارة في غضون دقائق. وبسبب اتخاذ جند الدولة العثمانية حين كانت تسيطر على المنطقة قرية لهم، سميت ب (المركز) ألغت اسمها القديم "الكتيب".. وفي السابق كانت الأسوار تحيط بالقرية، التي كانت تطل على العالم من خلال بوابتين، إحداهما في الشمال والأخرى في الجنوب. وقبل 28 عاماً كانت التمور والقمح وبعض الفواكه المحصول الرئيسي للقرية، الا ان انخفاض كلفة القمح المستورد ونقص المياه تسببا في توقف المزارعين في القرية عن زراعته، والتركيز على زراعة النخيل والليمون. ويسكن في المركز حالياً قرابة 5032 شخصاً، يقطنون في قرابة 600 منزل، ومع التوسع السكاني والعمراني انتقل قسم من أهل المركز إلى بعض القرى المجاورة، بسبب قلة عدد الأراضي في القرية، وبعضهم انتقل إلى خارج الأحساء لمتابعة أمورهم المعيشية. وتوجد في القرية 4 مساجد، و4 مدارس (بنين وبنات)، كما توجد روضة أطفال، وناد رياضي وثقافي واجتماعي، تأسس عام 1396ه، بالتعاون بين الأهالي. كما توجد محلات تجارية وورش إصلاح. زراعة وصناعة يذكر عبدالله العلي ان قريته (المركز) كانت مشهورة على مستوى الأحساء بزراعة الحنطة والتمور بأنواعها، بالإضافة إلى الصناعات اليدوية المعتمدة على النخيل، مثل الحصر، الزنابيل، المناسف، المخارف والمراوح اليدوية (المهفات)، وبسبب التوسع السكاني وقلة المياه التي تنبع من عين أم البردي، وتوجه أغلب الشباب إلى الدراسة والوظائف الحكومية والخاصة قل الإقبال على الزراعة، فيما تحولت بعض المزارع إلى استراحات للترفيه، وبقي بعض كبار السن وبعض أولادهم يعملون في الزراعة، ليحصلوا على القليل من المنتجات والدخل، الذي بالكاد يغطي مصروفاتهم. تكافل اجتماعي ولعل مما يميز قرية المركز هو التكافل والتكاتف الاجتماعي، يقول خميس العرفج: حين تزور المركز، خصوصاً في أوقات العصر، ستلفت نظرك تجمعات كبار السن المزارعين، الذين يتبادلون همومهم وأخبار مزارعهم ويتفقدون بعضهم، أما الشباب فيتخذون النادي مركزاً لهم. وما ان تحدث مناسبة ما في القرية حتى تجد الجميع يلتفون حول صاحب المناسبة، فإذا كانت حزينة واسوه، وإذا كانت سعيدة باركوا له، وهم خصوصاً الشباب يقدمون العون لصاحب المناسبة. ومن علامات التكاتف ان المهور في المركز غير مرتفعة، وغالباً ما تقام الأعراس ضمن مهرجان الزواج الجماعي، الذي ساهم في تقليص نفقات الزواج، وعمم الفرحة على جميع البيوت في القرية، حتى التي لا يوجد فيها متزوجون. خدمات ناقصة يذكر علي حسين الفرحان ان أغلب الخدمات متوافرة وبشكل حسن، خصوصاً في الحي القديم من البلدة، الا ان الحي الجديد بحاجة إلى بعض السفلتة والإنارة والصرف الصحي، وحفر بئر للمياه، لتخفف الضغط عن الحي القديم، خصوصاً في أيام الصيف.. كما يطالب الفرحان بإيجاد مطبات اصطناعية أمام المدارس، للحفاظ على أرواح الأطفال من تهور بعض الشباب الذين يمارسون التفحيط أمام المدارس. فيما يطالب عبدالحميد محمد العلي بإيجاد مدرستين للمرحلة الثانوية للبنين والبنات، فالطلاب في هذه المرحلة يدرسون في قرية الجفر، ويقطعون 4 كيلومترات ذهاباً وإياباً، وهم معرضون لتأثيرات الطقس في فصلي الشتاء والصيف. أما علي عبدالله الفرحان فيطالب مديرية الشئون الصحية في الأحساء بتوفير طبيبة بالمركز الصحي، لمتابعة الحالات الصحية للنساء في القرية، والكشف عليهن وعلاجهن.. كما يؤكد على حاجة القرية إلى عمدة يخدمها. قلة عدد الأراضي دفعت بعض أبناء القرية للسكن في قرى أخرى خزان المياه الوحيد في المركز الذي لا يكفي حاجة الأهالي