شدد الفنان التشكيلي والمصور الفوتغرافي سعيد الوايل على اهمية التراث والحفاظ عليه واوضح ان الاهتمام به لم يأخذ طابع الجدية وبالأخص في محافظة الاحساء التي تزخر بكم هائل من التراث الذي لابد ان يأخذ وضعه الطبيعي في المناقشة والبحث والعمل الدائم والمستمر جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الوايل بجمعية الثقافة والفنون بالاحساء بعنوان (التراث الجمالي في الاحساء - الأبواب والنقوش - دراسة تاريخية مقارنة) حيث قدم محمد الحرز المحاضر (الوايل) قائلا:انه مولع بالتراث المعماري وقد بدأ الحاضر بمقدمة بسيطة توقف فيها عند مفهوم (الفن) ونشأة الفنون والصناعات والحرف التقليدية وقال: ان الفنان الشعبي لا يمارس العمل الفني لذاته وانما هي عملية تستند على متطلبات وحاجات اجتماعية. النمطية الحرفية ثم طوف المحاضر بالمستمعين على انماط من السلوك والممارسات التي تسود المجتمعات التقليدية حيث ان فكرة النمطية التي كانت سمة واضحة في الاعمال الحرفية الفنية ووضع مقارنة بين الاحساء والقطيف وتوقف الوايل عند الاحالة الملموسة في الفنون التقليدية، مذكرا ان الحرف التي شهدت تقدما كبيرا في المجتمع المحلي هي حرفة التجارة وما ارتبط بها من نقوش وفنون النحت على الخشب اظهر فيها الحرفيون المحليون قدرة فائقة في استلهام الطرق والاساليب المتوارثة من الاباء والاجداد. وعن الزخارف والنقوش الخشبية أوضح الوايل ان الحرفيين ابدعوا في استنباط اشكال وعناصر زخرفية بديعة أوحت بها عناصر الطبيعة والبيئة المحلية واهمها النخلة التي ظهرت في الكثير من النقوش الخشبية والجصية وبأوضاع واشكال مختلفة وكذلك ورق التين وثمر القرع، اوراق السدر، شجرة الرمان، المبخر، المرش، العيلة او البيذانة. الهم الفني ولقد تميزت الاحساء بأنماط واشكال زخرفية ميزتها عن باقي مناطق الخليج العربي نتيجة لوجود طبقة مميزة من الحرفيين الذين حملوا على عاتقهم النهوض بهذه الحرف واستعرض الوايل انواع الابواب والنقوش وأظهر الاختلاف بين انماط واشكال الابواب في الاحساء ومثيلاتها بالقطيف ودول الخليج العربي. وبين المحاضر انه خلال رحلته في بلدان الخليج كلما وجد اشياء جمالية قام بتنظيفها وتصويرها بل انه يقوم احيانا بشمها وذلك لعشقه للتراث. وفي نهاية المحاضرة اتيحت الفرصة للمداخلات وقد شارك فيها الطبيب ابراهيم الثبيت,خالد الفريدة, خالد الصفراء, عبدالله الشايب, علي الليلي. وفي ختام المحاضرة اهدى مدير جمعية الثقافة والفنون عبدالرحمن المريخي درعا تذكارية للفنان الوايل وشكره على المحاضرة القيمة.