تجهد نفسك دائما في البحث عن هدية لي ولكنك تخطئ كل مرة فتأتي بالسواد!! ألم اقل لك بان خزانة ملابسي تخلو من هذا اللون وعندما حاولت ان اقتنيه امتثالا لمقولة: ان الاسود ملك الاناقة كان مصيره البقاء مهملا.. سأقبل منك كل الهدايا مهما قلت قيمتها وسأرفضها مهما غلا ثمنها عندما يكون السواد لونها.. هل تعرف الحديث الذي دار بين محارتين انطقهما جبران: لقد شكت احداهما الى الاخرى ألما في داخلها يشعرها بالثقل والبلاء والعناء وقالت الاخرى باستعلاء: الحمد لله لا اشعر في سري بأي ألم أنا بخير وعافية داخلا وخارجا وعلق سرطان الماء الذي يسمعهما قائلا: نعم انت بخير وعافية ولكن الالم الذي تحمله جارتك في داخلها انما هو لؤلؤة ذات جمال لا حد له. هل أدركت الآن ما اعني؟ خذ وشاحك الاسود الباهظ الثمن وارحل. هداياك طوق يخنقني لانها ستجعلني مجرد محارة معافاة فاقدة لكل قيمة. كل الاناث يلدن ولكني عندما الد سيكون لولادتي شأن آخر. فقط ارحل.. تذكر كلمات جبران التي اعلقها على جيدي كحلية لن اتخلى عنها: ايتها الغمامة: يا اختي.. يا شقيقتي التي لا ينالها الموت. انا انشد الاناشيد العتيقة.. اولادي الصغار.. وهم ينصتون.. والدهشة تعلو وجوههم.. ولكن يمكن ان ينسوا الانشودة غدا. وانا لا اعرف الى من سيحملها الريح. وهي وان كانت ليست لي فانها بلغت فؤادي. واقامت برهة على شفتي.. ايتها الغمامة يا اختي.. رغم ان كل ذلك مضى وانقضى.. فاني في سلام.. لقد كان كافيا ان اغني.. لمن ولدوا.. وانه وان كان الغناء ليس لي في الحقيقة.. ولكنه يرتفع من اعمق اشواق فؤادي.