يعتبر كتاب هندسة المستقبل لمؤلفه د. احمد شوقي واحدا من خمسة كتب ضمن سلسلة الكتب (المنفصلة / المتصلة) التي تأتي كلها تحت كلمتين هما: العلم والمستقبل والتي تطرح جميعها قضية قدرة الانسان المتزايدة على كتابة تاريخ المستقبل بالتوجيه الواعي لامكاناته كلها، أي هندسة الفكر والفعل واستشراف عواقبهما. وفكرة هذه السلسلة تتلخص في ان ما حدث من انحسار للحوار بين الايديولوجيات الذي يغلب على اطرافه في احيان كثيرة تصور امتلاك الحقيقة المطلقة، افرد مساحة ممتازة لحوار مطلوب بين مختلف الخلفيات المعرفية، فالانطلاق من الارضيات او الخلفيات المتنوعة لتقديم رؤية متكاملة لصورة المستقبل عن طريق الحوارات المذكورة، ستتزايد اهميته باستمرار، وسيتخذ ابعاداً انسانية تجعله قادراً على تقديم حلول افضل للتوظيف المجتمعي للمعارف والانجازات البشرية المتسارعة متخطياً الكثير من الحدود والعوائق التقليدية، وكما ان هذه الكتب تهدف الى استشراف المستقبل بعيون علمية فان ذلك يعني الحرص على التفكير العلمي والموضوعية والرؤية النقدية. واول هذه الكتب هو الكتاب الذي نعرض له اليوم ثم كتاب (العلم.. ثقافة المستقبل) وكتاب (الثقافة التكنولوجية للتسعينات) وهو من الكتب المترجمة لريتشارد برينان، ثم كتاب (نبض العلم) واخر الكتب هو (المستقبل نكروفن). وهذا الكتاب الذي يعد اول كتب سلسلة (المستقبل.. بعيون علمية) غير نمطي عاشه صاحبه منذ ان قرر المشاركة في الحوار الواسع حول المستقبل وهو يتكون من ثمانية وثلاثين موضوعاً تم تصنيفهم في سبعة فصول، ومادة الكثير من هذه الموضوعات قد سبق نشرها في الفترة من 1986 - 1992 في جرائد الاهرام والبيان والعالم اليوم بالاضافة الى عدد من الموضوعات غير المنشورة، او التي القيت في المؤتمرات المتخصصة ولذلك فلا اظن ان هذا الكتاب يعد بالضبط تجميعاً لمقالات سبق نشرها، بقدر ما هو نشر لمشاركة منهجية منتظمة في الدوائر المهتمة والمهمومة بقضايا المستقبل. يقدم الدكتور احمد شوقي في كتابه رؤية بانورامية لدور العلم والثورة العلمية التكنولوجية عموماً، والبيولوجيا باعتبارها اقرب العلوم الطبيعية الى العلوم الانسانية خصوصاً، في تشكل وهندسة المستقبل وانطلاقاً من (ثقافة البيولوجيا) يلتحم في حوار مع طيف واسع من مجالات الفكر المستقبلي في التعليم والسياسة والاقتصاد والتنمية، طارحاً اجتهادته عن صورة المستقبل كما تبدو من زاويتنا بشكل يستهدف الالتقاء مع المشاركة في الحوار حول الصورة التي يقدمها غيرنا فهكذا يمكن ان نضع على "المستقبل المتحقق" بصماتنا. الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب. عدد الصفحات: 282