بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، تعلن جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها ال 34 مساء اليوم أسماء الفائزين بجوائزها في فروعها الخمسة: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم، وذلك بعد عقد سلسلة جلسات متتابعة استمرت منذ مطلع هذا الأسبوع. وحددت أمانة الجائزة موضوعات فروعها العلمية الأربعة لهذا العام، حيث اختارت موضوع «حقوق الإنسان في الإسلام» في فرع الدراسات الإسلامية، بينما في فرع اللغة العربية والأدب اختارت عنوان «جهود الأفراد أو المؤسسات في مجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية»، فيما كان عنوان فرع الطب لهذا العام «العلاج التدخلي للجنين»، وفي العلوم بعنوان «علم الحياة (البيولوجيا)». وتوقع ل «المدينة» عدد من المتخصصين أن يحوز الدكتور نبيل علي من مصر الجائزة في مجال اللغة العربية والأدب، وذلك نظير الجهود الكبيرة التي قدمها في مجال اللغة العربية والحاسوب. ويعد علي مفكرًا مصريًا وعربيًا بارزًا وخبيرًا في مجال المعلوماتية، حيث نال الدكتوراة في هندسة الطيران من جامعة القاهرة عام 1971 ويعمل حاليًا مديرًا لمؤسسة النظم المتقدمة متعددة اللغات. وقدم علي عددًا من المؤلفات في هذا المجال، وهي: «اللغة العربية والحاسوب» وهو أول كتاب يتناول هذه القضية في المكتبة العربية، وكتاب»العرب وعصر المعلومات» ضمن سلسلة عالم المعرفة العدد 184 أبريل 1994م، وكتاب»الثقافة العربية وعصر المعلومات» ضمن سلسلة عالم المعرفة أيضًا العددان 265 و276 يناير وديسمبر2001م، وكتاب «تحديات عصر المعلومات» عن دار العين للنشر 2003م، وكتاب «تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم» ضمن سلسلة كراسات علمية المكتبة الأكاديمية القاهرة، 2005م، وكتاب «الفجوة الرقمية: رؤية عربية لمجتمع المعرفة» بالاشتراك مع الدكتورة نادية حجازي، ضمن سلسلة عالم المعرفة أيضًا العدد 318 أغسطس 2008م، وكتاب»العقل العربي ومجتمع المعرفة.. مظاهر الأزمة واقتراحات بالحلول» عن سلسلة عالم المعرفة أيضًا العددان 369 و370، نوفمبر وديسمبر 2009م. اللغة وجهود الحوسبة قال أستاذ الدراسات العربية والأدب بجامعة جازان الدكتور مجدي بن محمد الخواجي إن علاقة اللغة العربية بالحضارة العربية الإسلامية هي علاقة روح بجسد، فهي قبل كل شيء صوت الإسلام، وهي التي قدمت للحضارة في أزهى عصورها أدوات التفكير والإبداع والبحث في مجالات العلوم والفنون والآداب، ولم تكن العربية مجرد أداة للتعبير، بل كانت منبعًا للثقافة والوحدة، ورمزًا للتواصل والخصوصية الحضارية، ولم تنفصل يومًا عن الثقافة العربية والإسلامية بمفهومها الشامل للآداب والأخلاق والسلوكيات والقيم. وأضاف أن اللغة العربية تواجه اليوم، على أبواب مجتمع المعرفة والمستقبل، تحديات قاسية وأزمة حقيقية تنظيرًا وتعليمًا، ونحوًا ومعجمًا، واستخدامًا وتوثيقًا، وإبداعًا ونقدًا، وإلى مظاهر الأزمة هذه تضاف القضايا التي تثيرها ثقافات المعلومات، وهي القضايا المتعلقة بمعالجة اللغة آليًا بواسطة الحاسوب.. على ضوء هذا، أصبح من الضروري العمل بجد على تقوية الدروع اللغوية للعربية، وتعزيز الخصائص الذاتية والعملية التي تؤكد سمتها العالمية وقدرتها على تمثل التطورات التكنولوجية والمعلوماتية، فضلا عن توطيد العلاقة بينها وبين اللغات العالمية، وتوفير الشروط الضرورية والإمكانات المعنوية والاقتصادية والفنية المعززة للثقافة العربية ولمنتجاتها الإبداعية. واستطرد بقوله: إن الدارسين والعلماء قد أدركوا أهمية اللغة العربية ومدى تفاعلها في عصر المعلوماتية بوصفها قيمة حضارية مهمة، تعكس وجودنا الثقافي وتاريخنا الحضاري وهويتنا الإسلامية، فانطلقت الدراسات والمؤتمرات والندوات بوضع تصور شامل لقضية اللغة العربية والمعلوماتية، وما يجب أن يستحدث من آليات وأفكار تستشرف مستقبل العربية في خضم هذا الشأن المعلوماتي المعاصر. جودة المحمول وأشار الدكتور سعيد بن محمد القرني أستاذ اللغة العربية بجامعة أم القرى إلى أن مشكلة اللغة في كل زمان ومكان تكمن في وسائل حملها فتكون جودة المحمول من جودة حامله وما سرت الإنجليزية اليوم في الناس وتمكنت من قلوبهم إلا بفضل وسائل التقنية المتطورة التي تسمت بالإنجليزية وصيغت وظائفها وتراكيبها وطرق استعمالاتها بها. وأضاف: إذا أردنا أن نمكّن للساننا ولغتنا حتى يكون ذلك سبيلا لنشر الرسالة التي نيط بنا حملها فلابد من التوسل بهذه الوسائل، حيث يلزمنا أيضًا تعريب ما يمكننا تعريبه فإن لم يكن على مستوى الإنتاج المادي فليكن على مستوى الإنتاج اللغوي الذي تكافؤه المادة ويسمها ويسميها.. إن الذي يحصي مواقع العربية ذات التأثير في حركة العلم المعاصر يأسى لقلتها كمًا وكيفًا إذا ما نسبت إلى اللغات الأخرى في دول الإنتاج والصناعة وأحوج ما نحتاج إليه اليوم هو المزاوجة بين أصحاب اللسان وأصحاب النتاج التقني والعلمي، فلازلنا نشكو هجر كل لكل وانفصال عرى الوصل بينهما، فإذا أردنا أن نُحيي لغتنا وننشرها في الآفاق فعلينا أن نحيي وسائلنا أو نحسّن استثمار ما صنعه غيرنا فنعبّر عنه بلساننا لا بلسان غيرنا واستيراد الألسنة قدح في الذات ومؤد إلى موات.. ويبدأ العمل فرديًا وينتهي مؤسساتيًا إذا كانت هناك رسالة يراد لها أن تخرج للناس.