في الساعة التاسعة من مساء أمس في موسكو، توقفت عدة سيارات في وقت واحد أمام دار الثقافة جنوب العاصمة الروسية ونزل منها حوالي عشرين رجلا مسلحين بالرشاشات وقاموا بسد مداخل المبنى واطلاق النار في الهواء، وأطلقوا على أنفسهم "فدائيو الفرقة 29" من الشيشان واحتجزوا نحو ألف شخص في داخل المبنى وطالبوا بوقف الحرب في جمهوريتهم الساعية للاستقلال من الاحتلال الروسي، لكنهم أفرجوا عن الأطفال العشرين الذين كانوا يحضرون عرضا مسرحيا، حسبما أقرت وسائل اعلام روسية. وفي وقت لاحق أعلن متحدث باسم الشرطة الروسية أن الفدائيين أطلقوا سراح حوالي 150 شخصا، هم أطفال واجانب وآخرون من جمهورية جورجيا. وبناء على روايات الشهود، ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن المسلحين حذروا الشرطة وقوى الامن التي انتشرت حول المبنى من اقتحام المسرح الذين قالوا انهم قاموا بتفخيخه مؤكدين انهم هم انفسهم يحملون متفجرات. ونقل المسلحون تحذيرهم الى السلطات عبر هواتف محمولة لرهائن في صالة المسرح. كما حذروا السلطات الروسية من انهم سيقومون بقتل عشرة رهائن مقابل كل فرد منهم يقتل. وأكد فتى أطلق سراحه من دار السينما أن المسلحين يطالبون بوقف الحرب في الشيشان. و(الفرقة 29) هي المجموعة التابعة على الارجح لموسر باراييف، ابن اخ زعيم الحرب الشيشاني عربي باراييف، الذي قتله الجيش الروسي العام الماضي، كما اكدت مصادر في الشرطة، في تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء. وقدر الكسندر تسيكالو احد منتجي المسرحية التي كانت جارية حين حصلت العملية عدد الرهائن بألف شخص على اقل تقدير ، في تصريح لشبكة (او.ار.تي) التلفزيونية. وعقب اعلان الاحتجاز تواجدت قوات (الفا) الروسية لمكافحة الارهاب في المكان، كما قال تسيكالو. وقدم مسؤولون عن دار الثقافة خرائط للمبنى الى المجموعة في الوقت الذي كانت تسمع فيها أصوات طلقات نارية صادرة من منطقة المسرح. وأعلن رئيس مكتب الصحافة التابع للكرملين (قصر الحكم في موسكو) اليكسي غروموف في تصريح انه تم تبليغه بعملية احتجاز الرهائن. وتبنى المقاتلون الشيشان العملية وذلك عبر موقعهم (قوقاز تسنتر) على الانترنت، الذي أعلن عن اطلاق سراح جميع الاطفال الذي كانوا في المسرح وان اربعين ارملة قتل ازواجهن في الحرب ترافق المجموعة. واوضح ان افراد المجموعة يقومون بمهمة فدائية ومطلبهم الاول والوحيد هو انهاء الصراع في الشيشان (شمال القوقاز) وخروج القوات الروسية سريعا من اراضيها. من جهة اخرى، ذكرت وكالة انترفاكس ان النائب الشيشاني في مجلس الدوما الروسي اصلان بك اصلاخانوف دخل الى المسرح لاجراء مفاوضات مع محتجزي الرهائن.