قللت الكويت من شأن عملية تسلمها الممتلكات الكويتية التي استولى عليها العراق خلال غزو عام 1990، وفي مقدمتها الأرشيف الوطني، مشددة على أن الأهم بالنسبة اليها هو عودة ابنائها الأسرى الذين لا يزال العراق يحتجزهم منذ 12 عاماً . وقال رئيس مجلس الوزراء بالانابة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد، أنه في حين حرص العراق على احاطة هذه الخطوة بهالة اعلامية واسعة، وارفاقها بكلام غزلي من مثل ان اخوتنا في الجغرافيا والتاريخ والدين هم الكويتيون، يعطيها طابع بادرة حسن النية , لكن وكالات الأنباء، كما جميع المراقبين، لاحظوا ان توقيت اعادة الارشيف لم يأت صدفة على ما يبدو اذ ان العراق مهدد بضربة امريكية ويريد ان تدعم كل الدول العربية موقفه ، وان اعادة الارشيف تبقى خطوة صغيرة على طريق تطبيع العلاقات بين بغدادوالكويت اذ ان ملف الاسرى والمفقودين الكويتيين الذين تقدر الكويت عددهم بأكثر من 600 لا يزال عالقا وهو على قدر كبير من الحساسية. و تعليقاً على امكان أن تكون اعادة الأرشيف مقدمة لاطلاق الأسرى في ظل الضغط الذي يتعرض له العراق قال الشيخ صباح : لا أدري، فأنا لا أقرأ الكف، ولكن نتمنى أن يطبق العراق قرارات الأممالمتحدة ومن ضمنها اطلاق الاسرى ليجنب المنطقة ويلات الحرب , وأضاف الأرشيف مهم ولكن الأهم في نظرنا قضية أبنائنا الأسرى, نحن نريد اعادة الأسرى والافصاح عن مصيرهم, نريد، على أهمية ممتلكاتنا وأرشيفنا، استعادة البشر، لا حبراً على ورق وحسب . ورغم توجه خمس شاحنات يمكن لكل منها حمل 20 طناً، من بغداد الى العبدلي أمس الأول، حاملة ما قال العراق انه ارشيف وزارة الخارجية ودائرة الأمن الوطني ووزارة الداخلية ومراسلات المكتب الاميري في الكويت ، فإن الجانب الكويتي بقي على حذره ونقلت رويترز عن مصدر كويتي يشارك في العملية قوله أمس سنرى ما الذي لديهم اولاً , واضاف يجب ان نتأكد مما يريدون تسليمه قبل ان نتسلمه . وقال رئيس الدائرة السياسية الثانية في وزارة الخارجية العراقية السفير غسان محسن حسين الذي يرافق الشاحنات الخمس، للصحافيين قبيل الانطلاق ان القافلة تضم الارشيف الوطني الكويتي كله وقد وضعت الوثائق في صناديق وتم فرز محتوياتها وعدد صفحاتها. واوضح حسين: هذه العملية تأتي ضمن اعلان العراق في مؤتمر القمة العربية في بيروت في ابريل الماضي وللاعلانات والاتفاقات ضمن آليات الاممالمتحدة وبمشاركة ممثل من الجامعة العربية . وقد شدد حسين في هذا الاطار على ان العراق كان ولا يزال منفتحا ازاء اشقائه جميعا، مضيفا انما المؤمنون اخوة واخوتنا في الجغرافيا والتاريخ والدين هم الكويتيون وهذا ما ننظر به الى جميع الاخوة والاشقاء في الدول العربية .