حذر وزراء النفط بدول من كبار أعضاء أوبك من حدوث اضطراب في أسواق النفط العالمية إذا قررت الولاياتالمتحدة ضرب العراق. ففي الدوحة قال وزير النفط الإيراني بيجان زنجنة أن وقوع ضربة أمريكية قد يؤدي إلى انهيار الأسعار.. وقال : ان خروج الأسعار عن نطاق التذبذب السعري المقبول الذي حددته المنظمة بين 22 و 28 دولارا للبرميل لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة الإنتاج. وقال: إننا نتشاور فيما بيننا إذا زاد السعر على 28 دولارا ولكن هذا لا يعني اننا سنزيد الإنتاج فورا. وفي أبو ظبي قال وزير نفط الإمارات عبيد الناصري أن نشوب حرب سيفاقم من الزيادة الحالية المفروضة على سعر النفط بسبب مخاوف الحرب وقدرها خمسة دولارات في البرميل مما سيؤدي إلى زعزعة استقرار السوق. وأدت المخاوف من حدوث هجوم عسكري أمريكي على العراق إلى ارتفاع أسعار النفط خلال الأسابيع الماضية إلى أعلى مستوياتها منذ 12 شهرا إذ قفزت إلى ما فوق 30 دولارا للبرميل. لكنها تراجعت بعد ذلك قليلا. وقال الناصري من جانبه في معرض أبو ظبي الدولي للبترول أن أسعار النفط الحالية محملة بزيادة فوق خمسة دولارات في البرميل بسبب الموقف السياسي. وأضاف أن هذا قد يزيد في حال تدهور الموقف مما يؤدي إلى تأثير سلبي على أسواق النفط ويعرضها للاضطراب وعدم الاستقرار. ورغم ارتفاع الأسعار قال مسئولون كبار بمنظمة أوبك انهم لا يرون حاجة الآن لزيادة الإنتاج مشيرين إلى أن الأسعار متضخمة بتأثير مخاوف الحرب وليس بسبب نقص الإمدادات. وفي أبو ظبي قال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أن أوبك لا تفكر في عقد اجتماع استثنائي لمعالجة تأثير الحرب المحتملة على أسعار النفط. وفي الشهر الماضي قررت أوبك الإبقاء على قيود الإنتاج الرسمية. لكن دول المنظمة تضخ ما يفوق سقف الإنتاج الرسمي بما يتجاوز مليوني برميل يوميا. وقال لقمان رئيس منظمة أوبك إنه حتى بافتراض صحة هذه التجاوزات فان دول أوبك تظل لديها طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى أربعة ملايين برميل يوميا. ومن المقرر أن تجتمع أوبك مرة أخرى يوم 12 من ديسمبر المقبل لمناقشة السياسة الإنتاجية. ويقول الوزراء ان من السابق لأوانه التكهن بما ستقرره المنظمة في ذلك الاجتماع. و أعرب عبدالله العطية وزير الطاقة والصناعة القطري عن اعتقاده بأن اسعار النفط لن يطرأ عليها ارتفاع كبير اذا ما تعرض العراق الى ضربة عسكرية من قبل الولاياتالمتحدة . وقال العطية اذا ما وجهت اميركا ضربة عسكرية الى العراق لا اعتقد ان انخفاضا سيطرأ على صادرات النفط او ارتفاعا بالاسعار والتجارب السابقة خير دليل على ذلك، فخلال الحرب العراقية والايرانية التي استمرت ثماني سنوات وبعدها حرب تحرير دولة الكويت لم تتعرض الصادرات لاي معوقات. وذكر انه خلال الحرب العراقية الايرانية حدث ارتفاع كبير في اسعار النفط لكن في المقابل شهدنا كيف شهدت الاسعار انخفاضا كبيرا في الاسعار ايضا بعد ذلك. وافاد العطية انه من الخطأ ربط الاسعار بالحروب فهي ليست مقياسا انما العرض والطلب والنمو الاقتصادي العالمي اضافة الى الدول المنتجة والمستهلكة فهذه هي المؤشرات الحقيقية لارتفاع الاسعار . و أوضح إن وزراء النفط سيجتمعون في 26 من الشهر الجاري في مسقط مشيرا الى انه من بين القضايا التي سيبحثها الوزراء التطورات بالمنطقة في ضوء التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق .