تراجعت حدة الضغوط على منظمة أوبك من أجل زيادة الانتاج عندما انخفضت اسعار النفط اثر استبعاد احتمالية توجيه هجمة عسكرية ضد العراق الذي أعلن موافقته على اعادة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة. واثناء الاستعداد للاجتماع الوزاري الذي تعقده أوبك في اوساكا باليابان اليوم زادت احتمالية التزام المنظمة بسقف الانتاج الحالي دون اجراء أي زيادة خلال هذا الاجتماع، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد اعضاء المنظمة الداعين الى رفض تلبية مطالب الدول المستهلكة بزيادة انتاج النفط للحيلولة دون ارتفاع الاسعار بما قد يضر بالانتعاش الاقتصادي العالمي. وتوالت الضغوط في الآونة الاخيرة على المنظمة من قبل الدول الصناعية التى تسجل تباطؤا فى نموها الاقتصادى ، وكذلك عدم ظهور اى مؤشرات ايجابية ثابتة عن الاقتصاد الامريكى ، من أجل ان تعمل على رفع نسبة انتاجها في الربع الاخير من هذا العام . و قد بات من المرجح ان تبحث المنظمة اليوم والتى تضم فى عضويتها 11 عضوا امكانية تمديد سقف الانتاج البالغ 7ر21 مليون برميل يوميا او زيادة حصص الانتاج بشكل معتدل، خاصة ان بعض اعضاء المنظمة يطالبون بزيادة حصتهما الانتاجية مثل نيجيريا والجزائر اللتين لديهما طاقة انتاجية فائضة . وتعارض اندونيسيا وفنزويلا وايران وقطر والكويت زيادة حجم الانتاج الحالى للاوبك اذ ترى ان ذلك سابق لاوانه فى ظل الظروف الدولية الحالية وان المعروض النفطى الحالى يفى بحاجة الاسواق الدولية . في المقابل فان هذه الدول ترى ايضا انه فى حال نقص الامدادات النفطية فى الاسواق العالمية واحتمالات تزايد الطلب على النفط فى فصل الشتاء المقبل فان الاوبك لديها طاقة انتاجية فائضة لسد اى نقص فى الاسواق النفطية . وفي هذا الاطار أكد الفارو سيلفا الامين العام للمنظمة بأنه سيتم التركيز خلال الاجتماع على العوامل الاساسية للسوق، مضيفا ان قرار المنظمة بشان السياسة الانتاجية في الربع الاخير من العام سيركز على توقعات العرض والطلب. ومن جانبه قال ريلوانو لقمان رئيس المنظمة أوبك ان من السابق لاوانه القطع بما اذا كانت أوبك ستبقي مستوى الانتاج الحالي دون تغيير في الاجتماع الوزاري لبحث السياسة الانتاجية في الربع الاخير من العام. وأشار مسؤول في المنظمة الى ان قرار العراق يجعل الابقاء على حصص الانتاج دون تغيير أمرا شبه مؤكد، قائل "الارجح انه لا تغيير في الحصص على ان يعقد اجتماع اخر في أواخر نوفمبر". ويؤكد العديد من اعضاء المنظمة ان المعروض النفطي في الاسواق العالمية كاف بما يغطي الطلب ويصرون على ان ارتفاع أسعار الخام الامريكي عن 30 دولارا للبرميل يرجع الى المخاوف من الحرب. ويعكس وزير النفط القطري عبد الله العطية وجه نظر صقور أوبك قائلا "لا يوجد نقص في الإمدادات على العكس فان السوق مشبع بإمدادات اكثر مما يحتاج". فيما شدد عبيد سيف الناصري وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي على عدم وجود ما يبرر زيادة الانتاج لان الاسعار ما زالت في اطار النطاق المقبول.مشيرا الى ان اوبك تجتمع لبحث سياستها الانتاجية للربع الاخير من العام، وستدرس زيادة الانتاج في اجتماعها القادم في ديسمبر القادم "اذا كانت هناك حاجة" لمثل هذا الاجراء. ويرى اقتصاديو المنظمة الذين اجتمعوا في الأسبوع الماضي أن السوق يحتاج 25.6 مليون برميل يوميا من إنتاج أوبك خلال فترة ستة اشهر من أكتوبر إلى نهاية مارس مقابل الإنتاج الحالي البالغ 25.4 مليون برميل أي لا يوجد مجال لزيادة الإنتاج. ويعقب اجتماع منظمة أوبك في اليابان وهي من اكبر الدول المستوردة للنفط في العالم انعقاد مؤتمر للدول المستهلكة للنفط في الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر، وكان الاحتمال الأرجح للوهلة الاولى أن تستجيب أوبك لطلب المستهلكين بزيادة إنتاج النفط ... ولكن يبقى الكل في الانتظار ؟!!!