عجيب ما يدور خلف الكواليس الاتفاقية وغريب امر اولئك الذين ملأوا الصحف تصريحات وحماسا حتى خيل الينا ان خزينة الاتفاق ستضيق بكثرة التبرعات وملايين الهبات فاذا بها خاوية على عروشها حتى مع وصول فريقهم الاول لنهائي كأس الامير فيصل بن فهد رحمه الله. واعيباه.. اين اولئك الذين كشخوا بصورهم ووزعوا ابتساماتهم ودقوا على صدورهم واخذوا عهدا بأن يكونوا اول من يدفع واول من يدعم فإذا بصدورهم تتحول لقطعة اسفنج تمتص كل دقة وتشفط كل تصريح واذا بعهودهم تتحول الى مناديل ورقية يطيرها الهواء كلما جد الجد وكلما اشتدت الازمة. لدينا اسماء وكشوف قال اصحابها انهم لن يتهاونوا او يترددوا عن دعم الاتفاق بل ومنهم من حدد المبلغ الذي سيدفعه وتوقيت دفعه.. وانا اطرح السؤال الاهم وهو اذا تهرب هؤلاء الاعضاء عن الدفع والدعم حاليا والاتفاق سيلعب غدا على اولى كؤوس الموسم فماذا سيفعلون لو طارت البطولة وهذا شيء ممكن امام فريق كالاهلي يملك كل مقومات الفوز وسخرت له كل الامكانات المادية والمعنوية؟؟ الاكيد ان اعضاء شرف الاتفاق سيغلقون هواتفهم الجوالة وربما يغيرون ارقامها او يتخلصون منها ومن يصدق ان فرقه الكوما ندوز تصل للمباراة النهائية وبعض نجومها وأبطالها لم يتسلم رواتبه الشهرية بينما يطالب لاعبون في اندية اخرى لم يقدموا شيئا كما قدم نجوم الاتفاق بكماليات بينما نجوم الاتفاق يتمنون الاساسيات هل هذا عدل او منطق؟ صدقوني ان فرقه الاتفاق تستحق التقدير فما قدمته هذه الفرقة امام الاتحاد من فن واحساس بالمسئولية وكفاح وقتال وجدية، كل ذلك جاء ومعظمهم لم يتسلم رواتبه ولم يكن بخلدهم ان التأهل والفوز لن يجدا من يقدرهما. وهم بذلك انتصروا على اعضاء الشرف الذين انحصرت مهامهم في اشغال هواتف الرئيس ونائبه والمشرف العام بمباركات وتهنئات بالفوز والتأهل، بل ان منهم من قال: مليون مبروك وانا اسأله اين سيتمكن الاتفاقيون من صرف هذا المليون. يا اخي لايريدون منك مليون مبروك ولا حتى مبروك واحدة بل يريدون دعما يكملون مسيرتهم فمليونك هذا لاقيمة له فلا المستشفى سيقبله عندما يراجعه احد اللاعبين لعلاج اسرته ولا الكهرباء ستسدد فواتيرها بهذه الملايين, بل ولاحتى سوق الخضار سيقبل به حتى لو اشترى اللاعب كيس بصل او (خيشة ملح) يعني كلام فاضي ولاقيمة له سواء كان مليونا أو تريليونا فالكلام ببلاش ويا قلب لا تحزن. هناك نوعان من الاتفاقيين, نوع يعرف ما الذي تم صرفه على اعداد هذا الفريق ويضع في اذنيه طين وعجين وربما صبة اسمنت حتى لايسمع ويلبس نظارة سوداء مقاومة لكل ماهو صراحة وحقيقة. اما النوع الثاني فهو يعتقد ان ما حصل للفريق لم يكن الا عمليات تجميلية عبر علاج نفسي لا اكثر. وهذا النوع اكثر خطورة لانه لايعرف ان اعداد الفريق استغرق اكثر من ثلاثة اشهر وتم صرف مبالغ كبيرة سواء للإعداد او للجهاز الفني او خلافه ولولا ذلك لما وصل الاتفاق للنهائي ولما دك حصون الاتحاد بملايينه ونجومه. لقد قلت ان هذا اعجب من العجب فكلنا يتذكر ادارة المهندس خالد بن علي عندما اجتمع اعضاء الشرف لدعم الاتفاق وفي جلسة واحدة تم جمع تسعمائه الف ريال مع ان الفريق كان مهددا بالهبوط، ثم عندما وصل الفريق للمباراة النهائية تم صرف عشرة آلاف ريال لكل لاعب قبل المباراة... بينما يقدم الاتفاق الآن اروع الصور واجملها ويتأهل بجدارة للمباراة النهائية ولايجد نجوحه الا الكلام الذي لايغني ولايسمن من جوع.. لقد ضرب هؤلاء اللاعبون صورة ناصعة البياض للاعب الاتفاقي المخلص والوفي، لكننا لانعرف متى يضعف هذا الإخلاص ومتى يئن الوفاء؟ فلكل شيء حدود حتى الصبر له حدود. لقد راهنت الادارة على دعم اعضاء الشرف لكنها وللاسف الشديد راهنت على حصان خاسر لايريد المشاركة في السباق قدر ارادته تلميع صورته وتوزيع تهانيه وابتساماته. وبحكم قربي من ادارة الاتفاق اؤكد انهم وللاسف الشديد اصيبوا بإحباط وذهول نتيجة ما يدور. فهم لم يتصوروا ان يجدوا انفسهم في هذا الموقف الذي لايحسدون عليه، فلاهم قادرون على تحمل كل شيء بينما يتفرج الآخرون ولاهم راغبون في ان تتوقف عربتهم بعد وصولها لخط النهاية والآن يبقى يوم واحد على الامتحان الصعب الذي من خلاله سيعود الاتفاق ليس للبطولات المحلية فقط بل للمحافل العربية لو فاز بهذه البطولة فماذا عسى لأعضاء الشرف أن يفعلوا؟؟ وما الذي ينتظرونه.. لديهم الآن فرصة اعلان دعمهم ودفعه مقدما لإدارة ناديهم فكل قرش يدفع اليوم سينعكس على الفريق في مباراة الغد, وكم من تضحية تقدم اليوم سيكون لها مفعول السحر في مباراة الختام. والنجوم الذين قدموا كل ما يستطيعون لإعادة هيبة الاتفاق لن يتوانوا في يوم الحسم، لكنهم بشر ولهم زملاء في اندية اخرى ويعرفون ماذا يأخذ اولئك الزملاء وعليهم مسئوليات تجاه اهلهم وبيوتهم ويحتاجون لوقفة اعضاء الشرف الذين اعطوهم كلمة قبل ان يختفوا. اليوم هو الفرصة الاخيرة وانا ان كتبت هذا المقال فإنني اشعر بصعوبة الأمر وخطورته والحرج الذي تقع فيه هذه الادارة والاحباط الذي يعانيه الجميع ولاسبيل لاعضاء الشرف الا ان يقولوا قولتهم ويغتنموا فرصتهم التي قد لا تعود وان عادت فلن تكون قريبا والجميع يدرك التحديات وعند الامتحان يكرم المرء اويهان.. والكرة الآن في ملعب اعضاء الشرف جميعهم لابعضهم. ولكم تحياتي