أتت الجولة التفقدية وفقا لتوجيهات قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز التي قام بها سمو ولي العهد للمنطقة الشرقية حيث دشن سلسلة من المشروعات التنموية في عدد من محافظاتها ومدنها وقام بالالتقاء مباشرة مع أهله واخوانه وأبنائه بتلك المحافظات والمدن المشمولة بهذه الزيارة الميمونة، أتت الجولة ترجمة حرفية للمنهج الثابت والواضح الذي سار ومازال يسير عليه قادة هذه الامة بدءا بمؤسسها الملك عبدالعزيز وحتى العهد الحاضر، والمنهج يصب اساسا في قناتين هامتين تتمحور الأولى في رغبة القيادة الدائمة في الاطلاع عن كثب على ما تحقق من منجزات التنمية الشاملة في المملكة، ومن شأن هذه القناة ان تشعر كل مسؤول في الدولة بأهمية ما يجب ان يتحمله ويضطلع به من ادوار لتأديتها على اكمل وجه وافضله، ومن شأنها الوقوف على مراحل العمل لاسيما ما يتعلق منها بالمشروعات الخدماتية الكبرى المزجاة للمواطنين، والقناة الثانية تتجلى في الرغبة المتصلة لقادة هذه الأمة منذ عهد التأسيس حتى اليوم في اللقاء المباشر مع المواطنين دون حواجز او موانع او وساطات تحول دون تحقيق هذا الهدف، وقد حرص مؤسس هذه الدولة على الأخذ بهذا المبدأ وغرسه في نفوس اشباله الذين مازالوا متمسكين به بالنواجذ، وقد كان هذا المبدأ منذ ذلك التاريخ وحتى العهد الراهن من اهم المبادئ الاساسية والرئيسية التي قامت عليها قواعد النهضة الشاملة في هذا الوطن، وقد تجلت القناتان بوضوح خلال جولة الخير التي قام بها سمو ولي العهد للمنطقة الشرقية حيث دشن مجموعة من المشروعات التنموية الحيوية في عدد من محافظاتها ومدنها وقام باتصالات مباشرة مع الاهالي في تلك المحافظات والمدن، ثم اختتم هذه الجولة الميمونة بزيارته واحة الاحساء، فكان ختامها مسكا فهذه المدينة التاريخية الوادعة تحمل في كل دروبها وطرقها وازقتها سلسلة من ملاحم البطولة التي تمكن بها المؤسس من فتح هذه المدينة وضمها الى مملكته الشاسعة الاطراف، ومن ثم بدأ بعد ان استتبت له الامور في هذه المدينة خوض ملاحم البناء والتطوير فيها، فغدت الاحساء اليوم مدينة حديثة راقية بها كل الخدمات والوسائل النهضوية التي تتمتع بها سائر مدن المملكة ومحافظاتها، وهكذا تكون جولة الخير والعطاء التي قام بها سمو ولي العهد امتدادا لنهج قويم وضع منذ تأسيس هذه الدولة على الكتاب والسنة وحتى العهد الحاضر من سماته الاساسية الاخذ بهذه الديار الى مدارج النهضة والتقدم والرخاء بأقصى سرعة ممكنة وفقا لسياسة توازنية راجحة تمكنت باقتدار من التكيف مع متغيرات العصر ومستجداته ومعطياته وحافظت على الثوابت الثقافية الاصيلة لهذا الوطن وجذورها المتصلة بمبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة.