دأب قادة هذه الأمة بدءا بمؤسسها رحمه الله وحتى العهد الحاضر على انتهاج عادة مازالت تمثل علامة فارقة في اعمالهم تتمحور في الزيارات الميدانية التفقدية لمحافظات ومدن ومناطق المملكة والالتقاء مباشرة مع المواطنين لتلمس احتياجاتهم والوقوف على تطلعاتهم ومعرفة مطالبهم، وهي عادة تسمى في العلم الحديث بسياسة الأبواب المفتوحة، غير انها ليست متوافرة في كبريات الدول المتقدمة ذات الانظمة الديمقراطية الحديثة، وتلك سياسة حكيمة من شأنها ان تضع الحاكم وجها لوجه امام متطلبات الوطن من خلال التقائه بالمواطنين مباشرة واستماعه اليهم، وبهذا يتم الوقوف على الخطوات الأولى التي يمكن رسمها باطمئنان وثقة لاقامة المشروعات الكبرى التي تهم هذا الوطن ومواطنيه، وجريا علىا تباع هذه السياسة الحكيمة التي وضع قواعدها مؤسس هذه الدولة وباني نهضتها الحديثة وصل سمو النائب الثاني مساء يوم امس الاول الى منطقة القصيم ليقوم بواحدة من جولاته التفقدية في ارجاء هذا الوطن، حيث سيقوم سموه بافتتاح سلسلة من المشروعات التنموية الهامة، ويقوم في الوقت نفسه كعادته بالالتقاء المباشر مع المواطنين والاصغاء الى شكاواهم ومقترحاتهم وماقد يطرحونه من متطلبات تحقيقا لذلك النهج القويم الذي قامت على اركانه هذه الدولة، وهو نهج سديد مستمد في اصوله من مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة منهجا وحيدا لتحكيمه في كل امر وشأن، وقد نادت بتكريم الانسان وتقديمه على سائر المخلوقات، فهو خليفة الله لعمارة الأرض وحرثها، وازاء ذلك فان قيادات المملكة منذ تأسيسها رأت ان ثروتها البشرية هي اغلى الثروات على الاطلاق، فوجهت مشروعاتها الخدماتية الكبرى اليها ايمانا منها بان الانسان السعودي هو اهم ركيزة من ركائز تقدم هذا الوطن ونموه وازدهاره.