سأحدثكم هذه المرة عن بعض معاناة مسرح جمعية الفنون بالاحساء فترة تأسيسها عام 1391ه وقبل الاعتراف الرسمي بها وانطلاقة نشاطها عام 1392ه لعدم وجود جهة رسمية تشرف على الجمعية تلجأ اليها في حالة السماح لها باقامة حفلاتها، او مسرحياتها او فعالياتها الشعبية والتشكيلية. كانت الإدارة وقتها برئاسة الاستاذ عبدالرحمن الحمد تأخذ التصريح الرسمي من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت هذه الجهة مشكورة تعطي الجمعية التصريح بعمل نشاطها المراد تنفيذه تحت مسؤولية احد أفراد إدارتها، وغالبا ما كان الاستاذ عبدالله العثيمين رحمه الله يتعهد بنفسه بتحميل مسؤولية نتائج ما سوف يحدثه الحفل لاحقا من شغب او سوء تصرف من الجمهور او من المشاركين في الحفل الفني كل هذه كانت تضحية تقع على كاهل العثيمين ويتحملها بكل شجاعة وثقة. وفي المقابل الآخر عندما تريد الجمعية اقامة هذا الحفل كانت تقوم أولا باعطاء بعض المجاورين بعض النقود كي يوافقوا على هذا الحفل لمدة محدودة من الليل لا تتجاوز الساعة الواحدة وعادة ما كان يقوم بتحديدها أولئك المجاورون للجمعية وبهذه النقود تخرس ألسنتهم ويوافقوا على اقامة هذا الحفل. بالطبع علينا ان نعترف بأن هذا المناخ كان مليئا بالجهد والتعب والتضحيات لم نعهد له لاحقا مثل هذا الاحساس العميق بالمسؤولية التي يتحملها الجميع لكن أولئك الكبار صنعوا من الجمعية تاريخا لا يمكن نسيانه.