تحت عنوان (الماشطة.. حرفة غابت عن تراث الاحساء) كتبت الكاتبة الاحسائية العنود بنت عبدالعزيز تحقيقا رائعا في (صفحة الرأي) ليوم 1423/5/21ه وقد زف الموضوع بين يدي احد الزملاء حيث كانت والدته (رحمها الله) احدى فارسات التحقيق وقد اثر فيه الموضوع تأثيرا كبيرا، اذ لم يتردد في الصعود الى مكتبي في العمل لاخذ رأيي. الامر الذي جعلني اتفاعل معه، واواسيه في فرحه بالمشاركة عبر التعليق. لم اكتف بهذا.. بل اثلجت صدره، لما قلت له: انني سأعقب على المقالة الان، وليتك اتيت. بها يوم نشرها. طلبت منه رقم العدد والتاريخ، فلم يفدني لان المقالة مقصوصة من قبل زوجته، التي سلمتها له.. بعد ان رحلت في شواطئ المقالة الجميلة رحلة شائقة! واعود للمقالة قائلا: انه تحقيق موجز وشامل خلد ذكر مهنة لا اقول انها اندثرت، وانما تغيرت وتطورت متحولة الى ما نسميه في هذا العصر ب (المشغل) الذي غزا جميع شوارع الاحياء في شتى مدن المملكة. واستقدمت فيه الايادي العاملة من المحنيات والماشطات، والقاصات اعني قاصات الشعر، لا قاصات القصص والحكايات!! ومن يقرأ التحقيق.. فلاشك انه سيستمتع بجولة قلمية لا تمل! فالكاتبة بارعة، ولديها ثروة كبيرة من المعلومات المتعلقة بتراث الاحساء. نعم لقد اعادت لنا مجدا تراثيا قل ان نجد من يتحدث عنه، فاعادت الى اذهاننا ذكر ثوب النشل والبخنق والمعاضد التي كانت تكسو ايدي النساء كبارا وصغارا.. وكن يتباهين به.. اين هن من نساء اليوم اللاتي تؤثرن كل خفيف كالخاتم والدبلة والشبكة المستوردة! كما اعادت الى الاذهان ذكر المشط الخشبي المشهدي (نسبة الى مشهد بايران) وخلطة العبجة التي تفوح وردا وصندلا ومسكا وريحانا وزعفرانا ومسمارا (قرنفلا).. اضافة الى التنويه عن المفرق فوق الرأس (المشخط) الذي يزين بالكركم، وهو مزيج من الزعفران والمسك والورد الحساوي الموسمي، ولم تنس الزيوت التي تفوق (نيفيا) هذا العصر وجميع كريماته.. ويتكون من دهن الودك والزبدة، اما استخدام السدر والحناء فالكلام عنه يطول لاشتهار الاحساء بزراعته بكميات كبيرة. ولم يفت الكاتبة ان تسطر لنا ابرز المشتهرات بمهنة المشاطة والتحني, اذ ذكرت ثلاث رائدات وهن: مريم بنت راشد بن حمد النصيب، ولطيفة القعيمي، وعائشة العيد رحمهن الله، وكانت بيوتهن بحي (النعاثل) في الهفوف تزدحم في ايام الاعراس والاعياد والمناسبات الاخرى هي: ==1== النعاثل في الهفوف منتجع.==0== ==0==يروي له ذكريات.. اينما سألا! ستون عاما مضت، في ذكرها عبق==0== ==0==بسيرة، قد بنت قدامه جبلا.. الخ ==2== والابيات لاحد الاحسائيين.. يخاطب بها معالي د. غازي القصيبي لكونه نشأ في النعاثل صبيا. وهي معارضة لقصيدته اللامية العصماء المشهورة. نهنئ الكاتبة الاحسائية (العنود) على تحقيقها الجيد ونشكر جريدتنا الغراء اليوم على هذه المفاجآت السارة. عبدالله بن ناصر العويد