الماشطة لون من ألوان الماضي الجميل الذي اختفى من ذاكرتنا، ولم نعد نراها في احتفالاتنا الشعبية بالتراث الجميل، حيث غابت حرفتها بين زحام النسيان. فأين (العجافة) التي يمكنها تسريح شعر البنات الصغار مثلاً، وتكون لونا من ألوان الماضي مثل نقش الحناء، نتذكره ولا ننساه مع ثوب النشل والبخنق والمعاضد الذهبية. لقد مارست الماشطة عملها من سنين، حيث ظهرت في الأحياء الشعبية القديمة واعتمدت عليها السيدات في الحفاظ على إشراقتهن الدائمة وعلى تاج رؤوس حسناوات الواحة. ومن أبرز الماشطات في حي النعاثل بالهفوف مريم النصيب ولطيفة العقيمي وعايشة العيد، رحمهن الله، ورغم ان الحرفة مظهر اجتماعي انقرض قبل 50 عاماً، إلا أنه بعودته سيثير الدهشة والاستغراب وكذلك الفرح والمرح، خاصة عند الأطفال، حيث يتجملن فيبدون في كامل اناقتهن. يقال ان الماشطة زاولت عملها بشكل يومي وأسبوي أو كل 20 يوماً، مستخدمة الأمشاط المشهدية الخشبية المختلفة الأشكال والأحجام، وهي مستوردة من مشهد في إيران، بحيث تمشط الشعر وتفرقه لعدة أجزاء تجدلها لعدة جدائل وضفائر وتثبت في أعلاها الحلقات أما الاطراف فتضع الشقايق أو السنابيس المصنوعة من الفضة أو الذهب أو الماو أو المشخض وتضع أيضا على هامة الشعر( الهامة الذهبية أو القبقب) وتلبسه في العادة بالأعياد أو الأعراس وبالمناسبات الخاصة. وتختلف المواد التي تصنعها النساء بالماضي للحفاظ على جمال شعرها الاسود الكثيف وتستخدم له الزبدة ودهن الودش والحناء والسدر والخلطات العشبية العطرية المتنوعة والمعتاد استخدامها فمثلا تغسل السيدة فروة الشعر بالسدر المطحون والمخلوط بالماء بعد أن تسرحه وتدهنه بالزبدة لتتركه يومين وتضع بهدها دهن الودش والعبجة او الفروك والرشوش والمشخط وربما تستغني عنه بوضع الحناء المخلوط بالماء فقط بدلا من الخلطات السابقة خاصة في ايام الصيف الحارة نتيجة لشدة الحرارة وربما في الاعياد والمناسبات والأفراح. وتتفاوت انواع المواد المستخدمة للشعر حسب جودتها وافضلها العبجة التي تحتوي على ورد وصندل ومسك ريحان وزعفران ومسمار قرنفل تمزج جميعها بقليل من الماء تجفف وتطحن وتعبيء في زجاجات فارغة وعند استخدامها تخلط بالماء ويمشط بها الشعر الذي يقسم لعدة اجزاء مجدلة ضفائر ففي الخلف اثنتي عشرة جديلة وثلاثة بالمقدمة من مشاقيص وحاوى وعفصات وقد يرى صغير في اسفل الرأس وتزين بالحلى الذهبية أو الفضية وتضع بالمفرق المشخط المتكون من الزعفران والمسك والورد الحساوي بعد ان تدهنه بدهن الودش وتعطى الماشطة المقسوم من العائلة التي تمشط بناتها ومنا تجود به نفوسهم منتظرة يوم زفاف البنت لتأخذ من مهرها خمسة الى عشرة ريالات ومن تستغني عن المشاطة تمشط شعر اخواتها بنفسها.