أشارت صحيفة غارديان البريطانية، في عددها الصادر أمس (السبت)، إلى وقوع مواجهة دبلوماسية بين أمريكاوبريطانيا، على خلفية محاولات رئيس الحكومة البريطانية، طوني بلير، تحريك العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. وحسب التقرير، فقد أعرب الرئيس بوش، عن تذمره أمام بلير، الذي تحدث عدة مرات، مؤخراً، حول الحاجة إلى تحريك العملية السلمية. وقال بوش لبلير إنه ليس معنياً بسماع تصريحات كهذه في المستقبل القريب، وأكد أنه بالنسبة لأمريكا تتقدم المسألة العراقية على المشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية. وأعربت مصادر في مكتب بلير وفي الخارجية البريطانية عن غضبها إزاء التعامل الأمريكي البارد مع مبادرة بلير. وقالت مصادر رسمية مقربة من بلير إنه سيواصل دفع المبادرة السلمية في الأشهر القريبة. وقال مصدر مسؤول في الحكومة البريطانية إن غياب العملية السلمية يسمم كل شيء في الشرق الأوسط. وقالت مصادر في بريطانيا إن وزير الخارجية الأمريكي، كولين باول، يشارك بلير في رأيه القائل بأن هناك حاجة ملحة لاستئناف العملية السلمية. ويشار إلى أن باول هو عضو في اللجنة الرباعية التي من المفروض بها الاجتماع قريباً في لندن، لمناقشة هذه المسألة. لكنه لم يتم تحديد موعد الاجتماع بعد. وتحاول وزارة الخارجية البريطانية دفع فكرة عقد المؤتمر الدولي للسلام، بل اقترحت استضافته في لندن واختيار بلير رئيساً له، لكن هذه الفكرة ما زالت طي البحث. وكان رئيس الحكومة البريطانية قد تحدث خلال الأسبوعين الأخيرين بحدة حول الحاجة إلى دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط. وقد القى خطاباً أمام البرلمان، عندما كشف عن التقرير المتعلق بالعراق، وكذلك خلال مؤتمر حزب العمال البريطاني. وفي كلمته أمام المؤتمر، قال بلير إن هناك حاجة إلى عقد مؤتمر سلام دولي للشرق الأوسط. وقال في خطابه أمام مؤتمر حزب العمال: البعض يقول إن الموضوع المركزي هو العراق، والبعض الآخر يقول إن المسالة الفلسطينية - الإسرائيلية تشكل الموضوع المركزي. وأنا اقول إنهما معا. ما يحدث في الشرق الأوسط، هو أمر قبيح وغير مناسب. الفلسطينيون يعيشون الاهانة ويفتقدون الأمل. المواطنون الإسرائيليون يقتلون بوحشية. يجب تنفيذ قرارات الأممالمتحدة في هذه المسألة تماما مثلما هو الأمر بالنسبة للعراق. وأشار بلير إلى أن قرارات الأممالمتحدة لا تتعلق بإسرائيل فقط، وإنما بكل الأطراف. على الإسرائيليين ان يحصلوا من خلال الاتفاقيات الدائمة على دولة إسرائيلية آمنة ومعترف بها من قبل كل دول العالم العربي، في حدود 67. ودعا بلير إلى استئناف مفاوضات الوضع الدائم حتى نهاية العام الجاري .
