ارجأت دار النشر البريطانية «راندوم هاوس» التي ستُصدر مذكرات رئيس الحكومة البريطانية زعيم حزب العمال السابق توني بلير بعنوان «رحلة» في الولاياتالمتحدة غداً والخميس في لندن، حفلة توقيع الكتاب في مكتبة «واترستون» في بيكاديللي الى موعد ستُحدده لاحقاً. وذلك، تحسباً من تظاهرة ضخمة كان سيُنظمها المناهضون للحرب في بريطانيا احتجاجاً على دور بلير في حربي العراق وافغانستان، رغم انه وصف نفسه في كتابه الجديد بأنه «صانع سلام» وأول من حذر من اخطار «الراديكالييين الاسلاميين». في المقابل سيُعوض بلير عن «الدعاية السلبية» للكتاب في الصحافة البريطانية، التي رفض ان تنشر مقتطفات مختارة منها قبل حملة التسويق الاميركية، برحلتين دعائيتين الى الولاياتالمتحدة ليشارك، بصفته مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، مع الرئيس باراك اوباما في رعاية جولة المفاوضات المباشرة الفلسطينية – الاسرائيلية التي تبدأ الخميس بعدما يتناول طعام العشاء في البيت الابيض ليل الاربعاء ويلتقط صورة تذكارية مع «الراعي الاميركي» لعملية السلام في الشرق الاوسط تجمعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين ناتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما سيستغل الفرصة، ليلتقط صورة عائلية تجمعه وزوجته شيري والاولاد مع الرئيس اوباما وزوجته ميشيل وابنتيهما، للمرة الاولى منذ تخليه عن الحكم عام 2007. وسيغادر بلير بعدها الى ايرلندا ليوقع مذكراته ل «المعجبين»، والقاء كلمة عن دوره الحقيقي في عملية السلام الايرلندية التي اسفرت عن وقف الحرب الاهلية والاقتتال بين البروتستانت والكاثوليك. على ان يعود لاحقاً الى بريطانيا لتوقيع المذكرات التي تكون اجهزة الاعلام سلطت الضوء عليها. وإطلاق «الرحلة» رافقه الكثير من اللغط خصوصاً بعدما تبرع بلير بمردودها لمصلحة جمعية الرعاية بالجنود الذين اصيبوا بالحروب التي قادهم اليها، وسمتها اطراف بريطانية بأنها «اموال الدماء». وفسرتها جهات اخرى بانها «تبرعات من اموال الضرائب» على اساس ان مداخيله الكبيرة منذ مغادرته الحكم بلغت عشرات ملايين الجنيهات وانه، كما تقول الصحافة البريطانية، اصبح يملك وعائلته تسعة عقارات تزيد قيمتها على 11 مليون استرليني كما اصبح «الوسيط الاساس» للشركات المتعددة الجنسية والمصارف الاستثمارية التي تستعين بخدماته لدخول اسواق كانت مغلقة امام عملياتها مثل ليبيا وزيمبابوي ودول في الخليج. ووفق ما تم تسريبه عن مضمون المذكرات اصر بلير على موقفه القائل بأن قلب نظامي صدام حسين في العراق و «طالبان» في افغانستان كان «الطريق الرئيسي للسلم والحرب على الارهاب»، كما ورد في بعض فقرات المذكرات التي احتلت المركز 24500 في حجوزات افضل الكتب في الولاياتالمتحدة والمركز ال 19 في بريطانيا وفق تقويم «امازون». وما لفت النظر امس ان مبيعات ال «رحلة» قد تتراجع بسبب حملة معارضي الحرب عبر «امازون»، ما جعل الطلبات المسبقة على المذكرات تتراجع عن طلبات كتاب للطهو اعدته البريطانية نايجيلا لوسون زوجة «ملك الاعلان» اليهودي العراقي تشارلز ساتشي. ويتذكر بلير انه «كان من اوائل الزعماء في العالم الذين شعروا بخطر الاسلاميين الراديكاليين»، مشدداً على انه «صانع سلام» لأنه قاد المفاوضات بين المتشددين في ايرلندا ما ادى الى اتفاق «الجمعة العظيمة» ثم شارك في وضع «حل انساني» لأزمة البلقان ومن بعدها دوره في اقرار الديموقراطية في العراق والتوسط في ازمة الشرق الاوسط المستعصية. ويعتقد بلير بأن دوره في تسليط الدور على مخاطر «الراديكاليين الاسلاميين» ساعد في تعميم فهم المسألة دولياً، وقد يساعد في اقناع العالم بالاسهام في وضع اسس الحل في الشرق الاوسط. وسيُمنح بلير، «ميدالية السلام» في الثالث عشر من ايلول (سبتمبر) في فيلادلفيا، وهي الجائزة التي كانت مُنحت لنلسون مانديلا حائز جائزة نوبل للسلام. وسيسلم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الجائزة لبلير لأنه «بطل الحرية ولأنه واحد من افضل من قاد شعلة السلام في العالم»، كما قالت لجنة الجائزة.