اختص الله تعالى التمر (الرطب) بفضائل كثيرة فهو مصدر خير وبركة واشارت الآيات القرآنية الى ما للرطب من منزلة عالية أذكر منها: قول الله تعالى: "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) سورة مريم الآية 25. وقال الله تعالى: "وزروع ونخل طلعها هضيم" سورة الشعراء الآية 148. هضيم: أي لطيف لين وقال تعالى: "والنخل باسقات لها طلع نضيد" سورة "ق" الآية 10، طلع نضيد أي متراكب بعضه فوق بعض. وقال تعالى: "ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا" سورة النحل الآية 67. وقد جاء ذكر التمر في السنة النبوية فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بيت ليس فيه تمر أهله جياع" صحيح البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل ان يصلي على رطبات فان لم تكن رطبات فتميرات، فان لم تكن تميرات حسا حسوات ماء" رواه احمد 3/163، وأبو داود 6/481 وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال "ان التمر يذهب الداء ولا داء فيه، وانه من الجنة وفيه شفاء" ويقول سعد رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ومن تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" صحيح البخاري. وعن سلمان بن عامر القبي يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: "اذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر انه بركة، فان لم يجد فعلى الماء فانه طهور". والاقتصار على الرطب عند الافطار له فائدة طبية وهي ورود الغذاء الى المعدة بالتدرج حتى تتهيأ للطعام بعد ذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى "وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم على الرطب او على التمر او الماء تدبير لطيف جدا فان الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ماء تجذبه وترسله الى القوى والأعضاء والحلو أسرع شيء وصلا الى الكبد وأحبه اليها ولا سيما ان كان رطبا، فيشتد قبولها له". وذكر ابن القيم في كتاب زاد المعاد: ان الرطب يقوي المعدة الباردة ويوافقها ويخصب البدن وهو من أعظم الفواكه وأنفعها وهو سيد الفواكه ومقو للكبد ملين للطبع وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وأكله على الريق يقتل الدود فانه مع جدارته فيه قوة ترياقية فاذا أديم أكله على الريق خفف مادة الدواء وأضعفه وقلله. وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب. جمال حجي