تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول المؤسسة لمنظمة الصحة العالمية حيث كانت بين ست دول عربية شاركت فى المؤتمر الصحى الدولى بنيويورك عام 1946 م . وصادقت المملكة على دستور المنظمة وتم اعلان قيامها عام 1948م فكان التعاون المثمر بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية فى العديد من المجالات والتى من أبرزها استقدام الخبراء والمستشارين وتأمين الاجهزة واللقاحات والمشاركة فى الاجتماعات الدولية والاقليمية وورش العمل ولجان الخبراء وتلقى المعلومات عند ظهور أوبئة او أمراض مستجدة والحصول على المطبوعات التى تصدرها المنظمة. وكان نتاج هذا التعاون الوثيق اعترافا من منظمة الصحة العالمية بما وصلت اليه المملكة من تقدم كبير فى شتى المجالات الصحية وقد اختارت المنظمة ثلاث جهات فى المملكة باعتبارها متعاونة معها فى مجالات البحوث والتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات خاصة فى اعتلالات الهيموغلوبين والثلاسمية واعتلال الانزيمات ومجال الوقاية من العمى حيث تتمثل هذه الجهات فى كلية الطب جامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد التخصصى للعيون ومعهد الادارة العامة فى مجال الادارة الصحية . جاء ذلك فى تقرير اصدرته وزارة الصحة بمناسبة مشاركة المملكة فى اجتماعات الدورة التاسعة والاربعين للجنة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة . واوضح التقرير ان المملكة ساهمت فى انشاء مقر المكتب الاقليمى لشرق المتوسط بالقاهرة الذى تم افتتاحه عام 1421ه بتبرع سخى من كل صاحب السمو الملكى الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكى الامير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربى لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية / اجفند / وصاحب السمو الملكى الامير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية . كما استضافت المملكة اجتماعات اللجنة الاقليمية لشرق المتوسط فى دورتها العاشرة عام 1962م وفى دورتها 48 عام 2001م بالرياض كما يسهم العلماء والباحثون السعوديون فى المجلة الدورية العلمية التى يصدرها المكتب الاقليمى لشرق المتوسط بنشر مقالاتهم وابحاثهم ودراساتهم فى مختلف المجالات الصحية والخدمية والتعليمية حتى بلغ مجموع ما تم نشره عنهم 77 مقالة ودراسة حتى عام 2000م. واكد التقرير أن دور المملكة الرائد فى التعاون الدولى لم يتوقف عند هذا الحد بل تعد المملكة عضوا بارزا فى مجلس وزراء الصحة العرب ومن اوائل الدول المؤسسة لهذا المجلس والشاهد حضورها لاجتماع مجلس وزراء الصحة العرب سنويا وكذلك الندوات التى تنظمها الامانة الفنية للمجلس والمشاركة فى اللجان النوعية التى يشملها المجلس لدارسة الموضوعات المهمة مثل الاستراتيجية الشاملة للتنمية الصحية ولمواجه المخدرات ودستور الادوية العربى الموحد وتنمية الطفولة وحمايتها والتشريعات الصحية ومكافحة التدخين ونقل الدم وغيرها والتعاون مع الهيئات المنبثقة عن المجلس مثل الصندوق العربى للتنمية المجلس العربى للاختصاصات الطبية مركز تعريب العلوم الصحية واتحاد الصيادلة العرب . ومواصلة لهذا الدور المتميز أصبحت المملكة هى دولة المقر لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجى لدول الخليج العربية حيث يتواصل التعاون مع دول المجلس فى الندوات واللجان والاجتماعات التى يعقدها سنويا فى مجالات عديدة مثل الرعاية الصحية الاولية ومكافحة التدخين والامراض المعدية والتخطيط الصحى ومراقبة الجودة بالمستشفيات وبرامج صحة الطفل واستئصال شلل الاطفال وتبادل المعلومات عن الامراض والشراء الموحد للادوية والتجهيزات الطبية والعمالة الوافدة والتمريض الى جانب ذلك تشارك وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية فى عضوية العديد من الاتحادات والمنظمات الدولية وتسهم بدور ايجابى فى نشاطاتها التى تهدف الى تحسين الصحة ومكافحة الامراض . ومن هذه المنظمات والاتحادات صندوق الاممالمتحدة للطفولة / اليونسيف / صندوق الاممالمتحدة للانشطة السكانية وبرنامج الاممالمتحدة الانمائى وبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة سوء استخدام المخدرات وبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الامراض المشتركة الحيوانية المنشأ فى اقليم شرق المتوسط والاتحاد الدولى للمستشفيات والاتحاد الدولى لمكافحة السرطان والاتحاد الدولى لمكافحة الدرن وامراض الرئة . أما فى مجال اللجان الثنائية المشتركة للتعاون الاقتصادى الفنى فبين التقرير أن المملكة ممثلة فى وزارة الصحة تتعاون مع عدد كبير من الدول الشقيقة والصديقة من خلال اللجان الثنائية المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى التى تعقد اجتماعاتها فى عاصمتى البلدين بالتناوب . واشار الى أن من أبرز الدول الشقيقة التى لها تعاون مشترك مع المملكة فى المجال الصحى سوريا ومصر والمغرب والسودان والاردن وتونس واليمن ومن الدول الصديقة التى تتعاون مع المملكة فى هذا المجال امريكا / لجنة الجيكور / وفرنسا والمانيا والدانمارك وايطاليا وباكستان وبنجلادش والهند واستراليا والفلبين0 وافاد التقرير ان اغلب مجالات التعاون فى تبادل الخبرات والتجارب بين المملكة وهذه الدول تتركز فى مجالات القوى العاملة الصحية والادوية والتدريب وتبادل الخبرات.