يحتفل الغربي بيوم ميلاده فينير الشموع ويبتهج لهذه المناسبة , أما نحن في هذا الوطن المسلم نتذكر في مثل هذه الأيام يوما من أيام وطننا الغالي نعتبره مثل يوم الميلاد , بل هو يوم ميلاد (وطن) وأمة. فقد قام المؤسس الفذ الملك عبد الله بتوحيد شتات القبائل العربية التي سكنت هذه البقعة من الأرض المباركة , فجعل دستورها الثابت القرآن الكريم , كما أرسى بكل العزم دعائم الدولة الراسخة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والمتحدة تاريخيا وجغرافيا على اساس من التوحيد لله عز وجل. وجميع هذه النعم والمكاسب التي ننعم اليوم بظلالها الوريفة تعود بعد فضل الله وتوفيقه الى حكمة المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه كما تعود ايضا للطريق القويم الذي سلكه من بعده أبناؤه البررة الميامين حتى وصلت الرسالة الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ايده الله بتوفيقه والذي أخلص لهذه الرسالة وبذل في سبيل ترسيخها وتدعيمها في جميع انحاء المملكة كل جهده ووقته , والمتتبع المنصف يلحظ وبكل الصدق مسيرة التنمية المباركة اقتصاديا واجتماعيا وبشريا التي عليها المملكة اليوم , كما انه وبكل صدق ايضا يلاحظ نقل دورها وتأثيرها السياسي عربيا واسلاميا وعالميا , وهو دور تأهلت له مملكتنا الحبيبة والحصافة السياسة والمواقف المتزنة لقادتها وولاة أمرها يحفظهم الله ويرعاهم, حيث ان المملكة دأبت على التأكيد على صلابة موقفها وثوابتها الحضارية والوطنية في جميع المحافل وعند جميع المنحنيات , لقد أرسى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله سننا حميدة, ليس التراحم والتكافل الاجتماعي واحدها. فقد كان واخوته جميعا وأبناؤهم حفظهم الله سباقين الى فعل الخيرات والوقوف صفا واحدا مع ابناء هذا الوطن العزيز , ولم يعرف عطاؤه حدودا , إذ امتد الى خارج المملكة ليشمل دولا عربية واسلامية وصديقة , كما ان خدماته الجليلة يحفظه الله أسهمت كثيرا في تعزيز رسالة الإسلام وبلوغها مسافات وشعوبا بعيدة جدا عوضا عن خدمته للحرمين الشريفين و ولحجاج بيت الله الحرام وزواره من جميع انحاء المعمورة. ولقد حرص الملك فهد بن عبد العزيز ايضا على دعم التضامن العربي والإسلامي والتأكيد على الحق العربي العادل في وجه حملات الآخرين ودعواهم المغرضة , ولم يفت في عضده ما يكيله الأعداء والإعلام غير المحايد للمملكة , ولمواقفها المشرفة والرصينة والتي اكسبتها احترام الأسرة الدولية , وفي مناسبة اليوم الوطني لا نملك سوى التوجه لله عز وجل أن يحفظ مليكنا وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني , جميع ولاة أمرنا ومواطنينا , وأن يحفظ بلادنا ويصونها ويصوب نظر القائمين على أمرها على طريق الاستقرار والتطور والرخاء انه نعم مسؤول. * مدير عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية