أكد الشيخ هشام بن عبدالملك آل الشيخ الأستاذ المشارك بقسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء ل «آفاق الشريعة» حول انتشار رسائل طلب السماح والعفو المنتشرة في برنامج "الواتساب" وغيره من برامج التواصل الاجتماعي، أنها ظاهرة محمودة وأمرٌ حسن. وقال: هذه الوسائل والتقنيات الحديثة التي يتواصل الناس من خلالها، ينبغي أن تُستغل في الخير ومثل هذا الفعل، وليس في الضحك وتبادل النِكات، التي قد يكون فيها شيء من الغيبة والنميمة. وأضاف: مبادرة المسلم لأخيه المسلم، بقوله: سامحني، واعف عني إن أخطأتُ بحقك، كُنت أعلم أو لم أكن أعلم، ويردّ عليه أخوه بمثل ذلك، هي من ديننا الذي حثنا على ذلك، والله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من الناس، وأن يُسامحهم ويُعاملهم باللطف، في قوله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين"، وهذا الذي كان عليه النبي "صلى الله عليه وسلم" ينبغي أن يكُون عليه كل مسلم. وأكد آل الشيخ أن تخصيص هذه الرسائل في نهاية العام الهجري، المقصود منه أنه سينتهي عام ويأتي آخر، فيبدأ بالعفو والتسامح، فليس فيه شيء . وختم حديثه بقوله: أحث عموم المسلمين باستقبال السنة الهجرية، ببداية جديدة في حياتهم، يُقبلون فيها على الله عزّ وجل ، وليعلموا أن هذه الحياة هي أيام تمرّ وتنقضي وتذهب إلى خزائن الأعمال، فما يعمله الإنسان في حياته يجده مدّخرا يوم القيامة، فلا يلتفت أحد إلى الخلف، ولينظر أمامه، ويعمل إلى ما استقبله من الأيام، وأما الماضي فليسأل الله عزّ وجل العفو والمغفرة، وليحمد الله أن منحه العمر المديد، حتى يتوب عمّا سلف ومضى. فالعام الجديد فرصة ليغيّر كل شخص من نفسه، وحياته، وطبائعه، حتى يكون على وفق ما أراد الله عزّ وجل من المسلم الحق، وما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم ، من الأخلاق الحسنة والتسامح والعفو.