قد تخطئ في حق الصديق او القريب او الحبيب وقد يخطئ علينا الغير او يتعمد الخطأ، وان التسامح والعفو من انبل الصفات عند البشر لما له من شرف النفس وعلو الهمة وسمو النفس عاليا ان العفو والتسامح كالماء يطفئ نار الخلاف لان العفو والتسامح اقوى من الثأر والانتقام فإذا عفا الانسلان عن غيره عفا الله عز وجل عنه وان تعفو عن انسان من مظلمة وكنت قادرا ان تأخذ حقك منه فهذه من اعظم الاعمال عند الله سبحانه وتعالى ..ان خلق العفو هو من علامات الرجولة والمروءة وتقوى الله عز وجل. ان العفو والتسامح نفقة تتصدق بها على من اساء اليك فما اجمل العفو واحبه لله ورسوله الكريم إذن تذكر اخي الكريم من ظلمك واعفو عنه يعفو الله عنك كما عفوت عن الناس، ولا تتعالى بنفسك عن الاعتذار لان سماحك فضيلة تتميز بها وليس عيبا ان تعتذر. قال تعالى في كتابه الكريم "وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين" آل عمران 1334 - 134. وقال سيد البشر اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اتاه اخوه متنقلا (اي معتذرا) فليقبل ذلك محقا كان او مبطلا". وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: اعقل الناس اعذرهم للناس وقال مصطفى الغلاييني: سامح صديقك ان زلت به قدم فليس يسلم انسان من الزلل وقال ابو العلا المعري: اذا عفوت عن الانسان سيئة فلا تروعه تأنيبا وتقريعا وقال البستي: ولن في الكلام لكل الانام فمستحسن من ذوي الجاه لين وقال الامام الشافعي: لما عفوت ولم احقد على احد ارحت نفسي من هم العداوات وقال جواهر لال نهرو: النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح. فيا سادة يا كرام علموا ابناءكم العفو والتسامح لان العفو عند المقدرة من شيم الكرام ونذكرهم بقول الله تعالى : "وليعفوا وليصفحوا، الا تحبون ان يغفر الله لكم" النور 22 - وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.