مذ بداية الإجازة الصيفية وقصور الأفراح تزف العرسان إلى قفص الزوجية ويوم الفرح ! ما يوم الفرح ؟ من أحلى الذكريات وأغلى المناسبات .. يوم تتزين فيه الأرض بالحب والوفاء تتلألأ فيه الثغور بالابتسامات ويتصافح فيه المحبون بعد انقطاع السنين فيبتهجون بالفرحة والسرور ويبتهلون للعلي الغفور .. ليديم عليهم الفرح ويكفيهم شر الترح . والأصل في الإنسان الميل لبني جنسه، كما قرر علماء النفس : الإنسان مدني بطبعه يحب الأنس ومشاركة الآخرين في أفراحهم .. لكن في العصر الحاضر تبدلت المفاهيم وانقلبت الموازين فقرب البعيد وبعد القريب .. فكثيراً ما تجد الخلافات بين أهل الفرح وأقاربهم لأمور تافهة، تكون سببا للشحناء وقطع الصلة .. تجد الواحد منهم يدعو أقاربه للفرح وكأن الأخ تفضل عليه بتلك الدعوة .. فيلزمهم بعدد من الشروط : البطاقة لشخص واحد !! ممنوع اصطحاب الأطفال !! ممنوع اصطحاب العجزة !! وو .. ثم يثير التفرقة فأقاربه الذين يميل إليهم يدخلهم بصحبة اطفالهم، ويعطيهم عددا من البطاقات، ويرحب فيهم اجمل ترحيب .. اما بقية الاقارب فنوما هنيئا لهم ولاطفالهم .. وحشفا وسوء كيلة فلا يبالي باي خلاف يحصل بينه وبين ذويه (وعساهم ما يرضون ) .. وريثما ينقضي الفرح وتحصل الفرقة والقطيعة يزيد الشيطان الوساوس في نفسه، فيقول له : انت حر في فرحك ! ولست بحاجة لاقاربك الذين لم يعينوك في الفرح ! ولو بخروف او بألف ريال على الاقل !! ولا يفهم من هذا معارضة التنظيم .. لكن القصد ان الافراح فرصة جوهرية لتكاتف الاهل وتآزرهم .. فيحتم على الانسان جبر خواطر أقاربه وتقديمهم على سواهم .. اما دعوة الأغنياء دون الفقراء في الفرح فقد كرهه اهل العلم لما روى الامام البخاري ان ابا هريرة رضي الله عنه قال : " شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الاغنياء ويترك الفقراء".