الوليمة : طعام العُرس مشتقة من الولم وهو الجمع لأن الزوجين يجتمعان: والوليمة تُطلق على مناسبة تتخذ لزواج أو ختان أو تميمة أو نجاح ونحو ذلك من قدوم مسافر أو النزول في سكن جديد او سلامة من مرض الى غير ذلك والوليمة اذا كانت لعرس فانها واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه (أولم ولو بشاة) رواه الشيخان ولانه صلى الله عليه وسلم ما تركها في زواجاته فقد أولم على زينب بنت جحش رضى الله عنها بشاة وأولم على صفية رضي الله عنها بسويق وتمر، وقيل : انها مستحبة لقوله صلى الله عليه وسلم (ليس في المال حق سوى الزكاة) ولانها طعام لا يختص بالمحتاجين فاشبه بالأضحية وقياساً على سائر الولائم المستحبة. أما الاجابة إليها فهي واجبة فان كانت لعرس فآكد لحديث(من دعي الى وليمة فليأتها) وفي رواية (من لم يُجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله) رواه مسلم واجابة الدعوة يشترط فيها ان تكون عامة لعشيرته أو جيرانه أو زملائه فلا يدعي جماعة دون اخرى او يخص بها الاغنياء دون الفقراء يقول صلى الله عليه وسلم (شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى اليها من يأباها) رواه مسلم وقال (شر الطعام طعام الوليمة يدعى اليه الشبعان ويحبس عنه الجائع) رواه الطبراني . الأمر الآخر : ان يخصه بالدعوة بنفسه او يبعث اليه شخص او خطاب أو مهاتفة. اما ان يفتح الباب لمن اراد فلا. كذلك ان لا يكون في الوليمة من يتأذى بهم كسفلة الناس وسواقطهم وان لا يكون هناك منكر كشرب خمر او ملاهٍ ماجنة الا اذا كان في حضوره ازالة للمنكر فليحضر، هذا اذا علم بالمنكر اما اذا لم يعلم حتى حضر نهاهم، فان لم ينتهوا فليخرج لقوله تعالى (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) كذلك تلزمه الدعوة في المرة الاولى فان كرر الوليمة فلا يلزمه بل تكره في المرة الثالثة ومن الشروط ايضاً دعوة المسلم اما دعوة الكافر فلا تجاب لان في اجابته مودة له يقول تعالى : (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة) اية (1) من سورة الممتحنة وقوله : (لا تتخذ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) اية (22) من سورة المجادلة، وان دُعي من جماعة اجاب الاسبق فإن كانت الدعوة في وقت واحد اجاب الاقرب رحماً ثم الاقرب داراً، واقل الوليمة شاة ولاحد لكثرتها من غير اسراف او تبذير وعلى حسب الاستطاعة فلا يقحم المرء نفسه بدين يعود عليه بالضرر، فالقصد منها اعلان الفرح بالزواج وجمع الاسرة والتآلف والتعارف وهذه من مقاصد الشريعة السمحة.