موعدكم معها يوم الثلاثاء القادم 24 رجب 1423ه الموافق (1) اكتوبر 2002م موعدكم مع انطلاقة الجامعة العربية المفتوحة في دولة الكويت ان فكرة هذه الجامعة تبناها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية (أجفند) وعندما يقتنع بفكرة ما لها تأثيرها وجدواها وفائدتها في مجالات التطور والتنمية في الوطن العربي يسارع بكل ما يملك من امكانات فكرية ومادية، وقوة اقناعية وتأثيرية على الآخرين ممن يملكون صنع القرارات العملية والتنفيذية ليشاركوه في افكاره الانمائية.. والتعليم على مختلف مراحله ودرجاته ومستوياته يعتبر الركيزة الاساسية للتنمية البشرية، وفي سبيل نشر التوعية على نطاق واسع في الاقطار العربية حول ضرورة مثل هذه الجامعة واهميتها في تنمية القوى العلمية وتطوير قدراتها العلمية في شتى أنماط التقنية والتكنولوجيا قام بحملة اعلامية واسعة بكتابة المقالات التوضيحية حول فكرة الجامعة ومدى حاجة الوطن العربي في هذه المرحلة بالذات لمثل هذا الرافد الجديد في بلادنا العربية التي تواجه نقصا كبيرا في قنوات التعليم العلمي والمهني والفني والبحثي على مختلف مستوياته ودرجاته. ولم يكتف بذلك بل دعا الى عقد الندوات الفكرية والمؤتمرات الاعلامية واللقاءات الصحفية والتليفزيونية لمزيد من الشرح والتوضيح والدعوة لتقبل فكرة الجامعة المفتوحة والعمل على تبني اهدافها التعليمية في مجالات التقنية الحديثة وعلوم التكنولوجيا المتطورة ومن اللقاءات الصحفية تلك التي تمت مع صحيفة (الوطن) الكويتية بتاريخ الاحد 7/ يوليو/ تموز 2002م سألته الصحيفة: تطلع الكثيرون الى ايجاد نمط للتعليم العالي عن بعد في الوطن العربي.. هل هذا سيتحقق مع الجامعة العربية المفتوحة؟ فكانت اجابته.. نعم، نأمل تحقيق ذلك عبر الجامعة العربية المفتوحة.. تقوم الفلسفة الاساسية في هذا النمط من التعليم العالي على اساس فتح الفرص الكبرى امام طالبي هذا التعليم، ولا تكون هناك عادة محددات كثيرة مثل الحصول على معدلات معينة في الثانوية العامة او عدم قبول الطلبات من الثانوية القديمة. ربما يكون المحدد الوحيد هو قبول اعداد مناسبة تتفق مع امكانات الجامعة من مختبرات وقاعات تعلم ومدرسين، وحتى في هذا السياق، فالجامعة تقبل اعدادا اكبر بكثير مما تستوعبه الجامعات الاعتيادية. من هنا يبدو فتح الباب باتساع اكبر امام الطلبة ثم هناك فرصة تدرج الطالب عبر منافذ التعلم المفتوحة لاكمال دراسته في مدى زمني يناسب قدراته واوضاعه الشخصية. واجاب سموه عن سؤال! ما الترتيبات المبدئية والخطط الاستراتيجية للجامعة العربية المفتوحة؟ اجاب قائلا: المقر الرئيسي للجامعة دولة الكويت، لكن ايضا لنا في دولة الكويت فرع او مركز تعلم، وحاليا تتبرمج اعداداته وشؤونه مع المركز الرئيسي لاننا في مراحل اولية من انشاء الجامعة، ثم هناك فروع للجامعة نعد لها ان تبدأ في المرحلة الاولى في عدد من الدول تشمل المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية او المملكة الاردنية الهاشمية، والجمهورية اللبنانية ومملكة البحرين.. وخلال السنوات العشر القادمة.. نأمل ان تتواجد الجامعة العربية المفتوحة في 32 بلدا عربيا لخدمة اكثر من 200.000 طالب وطالبة. ان هذه الجامعة العربية المفتوحة ستساهم بكل تأكيد وبلاشك في تدعيم مسيرة التعليم الجامعي في وطننا العربي والتعليم عن بعد سيكون له مردوده التعليمي لاجيالنا. القادمة لقد تناول سموه موضوع الجامعة وذلك عن طريق الكتابة بالصحافة العربية موضحا وشارحا طريقة هذه الجامعة في التعليم عن بعد مؤكدا على الحاجة الاساسية لنظام تعليمي مفتوح في الوطن العربي اسوة بالبلدان التي سبقتنا في هذا المضمار.. وستبدأ الجامعة بأربعة برامج دراسية في تخصصات اللغة الانجليزية, تقنيات المعلومات والحوسبة، ادارة الاعمال، وكذلك الدراسات التربوية وهذه برامج دراسية محدودة تنمو بعد ذلك باضافة برامج اخرى وفقا للحاجة خاصة في مجال الدراسات العليا. لقد استقبل الصحفيون ورجال التعليم في الوطن العربي ما طرحه سموه حول الجامعة وسياستها التعليمية المتدرجة بالترحيب والتأييد والمساندة وعبروا عن ذلك بما كتبوه تأييدا لهذه الفكرة الرائدة.. وقد كنت ولا أزال من مؤيدي ومناصري هذه الجامعة وامثالها فنحن بحاجة ماسة وملحة لامثالها وبهذه المناسبة اشير الى انني كتبت في مجلة (الشرق) عام 1406ه مقالا تحت عنوان: (نريد جامعة للتصنيع والتكنولوجيا)، وتساءلت لماذا لا تتطور المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني الى (جامعة للتصنيع والتكنولوجيا؟) وقد لاقت الفكرة تأييدا وتشجيعا ويسرني ان انشر رأي الدكتور سعيد ابوعالي الذي نشره في مجلة (الشرق) بتاريخ 8 رجب 1418ه(1) قال ابو عالي: يقول البعض ان كثرة الجامعات في البلد الواحد، وفي بلادنا ايضا، تربك الطالب والمواطن.. ويقولون ان الكثرة تأتي على حساب المستوى العالمي للجامعة ولكن الرأي الآخر يقول.. ان مستقبل البلاد، أي بلاد هو في مراكز البحث العلمي والمؤسسات الجامعية، بمعنى ان وجود جامعات في بلد ما دليل على صحة البلد واشارة الى توجه البلاد نحو المستقبل الاسبوع الماضي كتب زميلنا الاستاذ عبدالعزيز السنيد في زاوية بهذه المجلة عن دعوته الى اقامة جامعة تاسعة للتصنيع والتكنلوجيا، لتكون رافدا لكليات ومعاهد التعليم المهني ومصدرا لسعودة الكوادر التقنية المطلوبة للتنمية. ويقول: والواقع ان بلادنا تزخر بسبع جامعات والعشرات من كليات البنات المختلفة وكليات المعلمين وفروع الجامعات في كل من المدينةالمنورة وابها والقصيم والطائف، وهذا الانتشار لا يكفي مع تقديرنا للدور الذي تؤديه مؤسسات التعليم العالي في بلادنا. انني اؤيد دعوة الاستاذ السنيد بانشاء جامعة تقنية متخصصة، ذلك لمقابلة احتياجات البلاد المتزايدة من التقنيين والمهندسين في كل المجالات وختم مقاله قائلا: ولنا عودة للحديث عن التعليم العالي في بلادنا هذا وقد اعلن الامير طلال مؤخرا عن تشكيل مجلس الامناء الاول للجامعة العربية المفتوحة وبذلك يكون مشروع الجامعة قد تكاملت هياكله الادارية التنظيمية ويرأس سموه مجلس الامناء وجلالة الملكة رانيا العبدالله رئيسا مشاركا.. ويضم المجلس في عضويته عددا من الوزراء في الوطن العربي وبعض الشخصيات واساتذة الجامعات الى جانب فريق عمل الجامعة المفتوحة الذي واكب مسيرة الجامعة منذ انطلاقتها الاولى. هذا وقد منحت جامعة الزيتونة التونسية في الرابع والعشرين من سبتمبر 2002م اول دكتوراة فخرية في تاريخها الى صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز في حفل أقيم بتونس في هذه المناسبة.. وان هذه الجائزة الدكتوراة الفخرية قد أقرت رسميا في 23 يناير 2001 اعترافا بجهود سموه المتواصلة في مختلف المجالات والثقافية والانسانية والتنموية. @ (1) منذ عام 1406ه عندما نشرت مقالي حول: جامعة التصنيع والتكنلوجيا ومازلت حتى اليوم اكتب واواصل الكتابة حول هذه المطالبة حتى تتحقق ان شاء الله لاهميتها القصوى لبلادنا.