طالبت روسيا باستئناف عمليات التفتيش على الاسلحة في العراق على وجه السرعة واعلنت بغداد استعدادها للتعاون في حين خطت فرنسا نحو واشنطن باعلان قبولها فكرة استصدار قرار جديد عن مجلس الامن. وفي حين واصلت واشنطن التلويح باستخدام القوة ضد العراق اذا لم تتحرك الاممالمتحدة اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبوش خلال اتصال هاتفي الجمعة الماضية انه يؤيد استئناف عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية "على وجه السرعة". وقال المتحدث باسم الكرملين الكسي غروموف في تصريح نقلته وكالة انترفاكس ان "بوتين اكد انه من الضروري في الوضع الراهن، تركيز الجهود على استئناف اعمال التفتيش على وجه السرعة". وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي استقبله بوش في البيت الابيض الجمعة الماضية ان الولاياتالمتحدةوروسيا تريدان ان يكون عمل المفتشين التابعين للامم المتحدة عملا "فاعلا".وقال للصحافيين بعد اللقاء ان البلدين "يؤيدان تماما" عودة المفتشين. ومن جانبه قال المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر ان بوش ابدى ارتياحا لمباحثاته مع المسؤولين الروس، دون ان يقدم مثالا ملموسا على تقارب روسي امريكي. واعلنت فرنسا انها لاتعارض استصدار قرار جديد عن مجلس الامن الدولي بشرط ان يقتصر على نزع التسلح وتنظيم مجريات عودة مفتشي الاممالمتحدة.وكانت باريس، مثل موسكو، تؤكد الى حين ان استصدار قرار جديد ليس ضروريا. واكدت الصين، العضو الدائم الآخر في مجلس الامن الدولي، على لسان رئيس وزرائها زو رونجي في فيينا انه "ينبغي ان يتم الحصول على تفويض من الاممالمتحدة لاي عمل ينفذ ضد العراق". ومن جهتها، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من العراق تعاونا "غير مشروط" في حال استئناف عمليات التفتيش الدولية حيث سيقوم مراقبو الوكالة بالتحقق من عدم استئناف العراق برنامجه النووي. وفي قرار اصدره المؤتمر العام لهذه الوكالة التابعة للامم المتحدة والتي تتخذ من فيينا مقرا لها، طلبت الوكالة من العراق ضمان وصول مراقبيها "بشكل فوري وغير مشروط وبدون قيود" الى المواقع التي تريد تفتيشها على الاراضي العراقية. غير ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اكد ان العراق باعلانه الخميس الماضي عدم امتلاكه اي سلاح للدمار الشامل، اطلق "كذبة سافرة" تدل على ان بغداد "تسخر من سلطة الاممالمتحدة". وفى الوقت نفسه قال الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الامريكية بالقيادة المركزية في منطقة الخليج امس ان قواته مستعدة للقيام بعملية ضد العراق اذا قررت واشنطن بدء عملية عسكرية ضد بغداد. ومضى فرانكس يقول في مؤتمر صحفي في الكويت: "اننا مستعدون للقيام بأي نشاط تطلبه منا بلادنا". وعقد فرانكس قائد القوات الامريكية في القيادة المركزية بالمنطقة والتي تدير العمليات في العراق وافغانستان اجتماعا مع كبار مسؤوليه استمر يومين في الكويت. واكد زيادة النشاط العسكري الامريكي في المنطقة في الاسابيع الاخيرة الا انه قال ان ذلك جزء من برامج تدريبية مكثفة في شتى انحاء منطقة الخليج. من جانبه حذر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من "فوضى عارمة" في المنطقة في حال تعرض العراق لضربة امريكية. وقال فى تصريحات صحفية ان "استخدام القوة ضد العراق وعدم اعطاء الفرصة للمفتشين سينتج فوضى عارمة في المنطقة". واعتبر ان ضربة امريكية ضد العراق "ستؤثر على النظام الدولي المقترح اقامته بعد 11 سبتمبر" 2001.واضاف ان "الخطوة التي اقدم عليها العراق هي خطوة هامة ورئيسية في اطار الاستجابة للنداءات العربية والدولية بل والامريكية في السماح للمفتشين بالعودة الى العراق". واوضح: "يجب ان نستمر في العمل الدبلوماسي الى آخر دقيقة لمحاولة منع اللجوء الى القوة ونقل الامر كله الى العمل السياسي والدبلوماسي". ونبه الى انه "اذا اوصدت الابواب فالامر ستكون آثاره السياسية وآثاره النفسية وآثاره على الاستقرار في المنطقة".