نقلا عن الاقتصادي المرموق لورنس ليندسي، قدرت صحيفة "وول ستريت جورنال" النافذة تكلفة الحرب التي تعتزم الولاياتالمتحدة شنها على العراق بنحو 200 مليار دولار، ستدفع بالتضامن بين امريكا وحليفتها الاثيرة بريطانيا، وعقدت مقارنة تبين ان تكلفة حرب تحرير الكويت بلغت 58 مليارا تحملت جلها دول التحالف ولعل من المناسب بيان ان الاقتصاد الامريكي يولد سنويا ماقيمته 10 تريليونات دولار من السلع والخدمات، وعلى الخزينة الامريكية ديون تقدر بنحو 6.3 ترليون. ويرى كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الامريكي ان الحرب المنتظرة لن يكون لها تأثير اقتصادي يذكر على اقتصاد بلاده! جدير بالادارة الامريكية تتبع التأثير الاقتصادي للحرب بجدية.. فقد تمكنت حرب فيتنام "مع انه بلد صغير ومنسي" من خلخلة الاقتصاد الامريكي في ظروف اقتصادية بعيدة عن تداخلات العولمة! وعليه يمكن الجدل ان حربا على العراق سيكون لها تأثير في المديين المتوسط والطويل ابتداء بسوق النفط رغم ان الولاياتالمتحدة قد انهت اعتمادها على النفط العراقي بصورة كاملة تقريبا، كما ان للحرب تأثيرا كابحا للاستثمارات الخاصة المباشرة هذا مالوحظ ميدانيا عقب تفجيرات سبتمبر المشئومة وتحديدا فمتوقع تجنب الاستثمارات للاقتصاد الامريكي والاقتصاديات الحليفة كونها اطرافا في حرب ولابد هنا من الاخذ بعين الاعتبار ماحدث للاسواق المالية الامريكية عقب تفجيرات سبتمبر من خسائر تجاوزت المليارات ووصلت الى الترليونات في رسملة الاسواق هناك بتعبير اخر يمكن القول ان الحرب على العراق ستكون لها تبعات اقتصادية وخيمة لاشك ومفيد التذكير بان الولاياتالمتحدة ستتكبد نحو 200 مليار دولار لدك العراق "فهي تبني حاليا مواقع في المحيط الهندي للقاصفات بي 52 للمساهمة في ذلك الجهد" اي مايعادل اكثر من ثلاثة اضعاف مايولده الاقتصاد العراقي من سلع وخدمات حاليا في عام.. فما الذي سيصبح بمقدور الاقتصاد العراقي انتاجه عقب انفاق 200 مليار لتوجيه ضربات عسكرية موجعة لبنيته؟! تصور لو ان الولاياتالمتحدة قررت شن حربها عبر ازالة أسبابها البغيضة فتوفر بذلك ملياراتها ومليارات العراق والكثير الكثير من الارواح البشرية الغالية لكن يبدو اننا امام منطق يصر على قطع كيل من اللحم بغض النظر عن تكلفة السكين وما سينزف من دماء نظير دين مفترض وموعد سداد متخيل!