هذه الجريمة البشعة.. ارتكبها اب لا يعرف الرحمة.. انهال بالضرب المبرح على ابنه الاصغر حتى لفظ أنفاسه الاخيرة. سبب الجريمة ان الطفل المجني عليه رفض ان يشتري لزوجة الاب الجديدة قلم روج فقرر ان يعاقبه فقتله.. الغريب ان الزوجة نفسها والتي كانت سبب الجريمة هي نفسها التي ابلغت عن زوجها وسلمته الى الشرطة. كانت الخلافات قد وصلت بين الأب القاتل وزوجته الاولى ام القتيل الى طريق مسدود.. الزوج ساءت احواله المادية وادمن المخدرات وعرف طريق السهرات الخاصة..اهمل منزله واسرته الصغيرة. والزوجة اصبحت لا تستطيع ان تحتمل تصرفات زوجها وسوء معاملته لها.. ضرب مبرح لاتفه الاسباب وشتائم بالفاظ جارحه لا تصح بين أي زوجين.. قررت هناء ان تتحمل تصرفات زوجها وبطشه بها وتعذيبه المستمر لها وذلك من اجل اطفالها الثلاثة، رفضت ترك منزل الزوجية الى منزل اسرتها عائدة حتى لاتجر اذيال الخيبة. ولكن خارت قواها، وضعفت قدرتها عن تحمل اعتداءات زوجها المتواصلة عليها.. اعلنت حالة التمرد والعصيان على زوجها. قررت هناء ان تقف وقفة حازمة في وجه زوجها والاعتراض على كل تصرفاته.. اعلنت انها لن تقبل ان يعتدي عليها بالضرب ابدا ولن تفرط في كرامتها وسوف تقف منه موقفا حاسما.. اعلنت انها ترفض ان تكون خادمة.. بل زوجة لها كرامتها وشخصيتها واحترامها. وقتها ثار الزوج عندما سمع هذا الكلام من زوجته وادرك انها تريد ان تحاصره.. ورفض الصمت.. انهال على زوجته بالضرب المبرح حتى سالت دماؤها وبعد ان انتقم منها قام بتطليقها.. وطردها من البيت عند منتصف الليل.. وهي ترتدي ملابسها الدخلية.. ورفض الزوج الاستماع لتوسلات زوجته واطفاله لتبقى في البيت حتى الصباح.. وتمسك بموقفه.. ورفض أية محاولات من الجيران للتدخل.. وانصرفت هناء باكية في طريقها الى منزل اسرتها.. دموعها لا تتوقف عن السقوط.. وهناك رفضت اسرتها أية محاولة لاعادتها الى منزل زوجها، الا اذا اعتذر لها عن اخطائه في حقها. مرت الايام وتأزم الموقف وازدادت المشاكل اشتعالا وقتها قرر الزوج الارتباط بامرأة اخرى وتزوج من مطلقة. وجأت لتقيم مع اولاده.. وسيطرت الزوجة الجديدة على الزوج تماما.. وجعلته دمية في يديها تحركه كما تشاء.. وهو لا يستطيع ان يرفض لها طلبا.. جعلت اولاده الثلاثة خدما لها.. الجميع يخدمونها لا يجرؤ احدهم على عصيان اوامرها والا قدمت شكوى لوالده فيكون جزاؤه الضرب والبطش به دون رحمة. قدمت الزوجة شكوى لزوجها بقيام ابنه الاصغر محمود بتوجيه الشتائم لها ورفضه ان يذهب الى السوبر ماركت لشراء قلم روج لها. وقتها اشتاط الاب غضبا.. زوجته الجديدة حزينة تبكي داخل غرفتها.. دموعها تتساقط وهو يتألم لدموعها التي هي دموع التماسيح.. تملكه الغضب قرر الانتقام من ابنه الاصغر الذي جرؤ واعلن عصيانه لزوجته الجديدة.. اسرع الى غرفته.. وجده نائما مثل الملائكة يحلم بعودة والدته الى منزلها.. الهدوء يلف غرفة نوم الصغير التي يشاركه فيها شقيقه. وكأن الأب قد دخل مقهى شعبيا يكتظ بالرواد.. راح يصرخ وانهال بالضرب على ابنه النائم.. فاستيقظ الطفل من نومه مفزوعا.. وكذلك شقيقا على صوت والدهما الذي انهال بالضرب المبرح على شقيقهما النائم.. وراح الاطفال الثلاثة يصرخون.. محمود يتوسل لوالده ان يتركه.. وكذلك شقيقاه يبكيان ويطالبان والدهما ان يصفح عن شقيقهما الاصغر.. لكن الاب تحول الى وحش كاسر.. وكأنه نسي ان هذا الطفل الذي يضربه هو ابنه.. ابنه الاصغر.. ولم يتركه الا بعد ان لفظ انفاسه الاخيرة.. وقتها انهار الاب.. وراح يبكي الى جوار جثة ابنه القتيل الذي قتله بيديه. سرعان ما انتبه الاب الى ولديه.. ادرك انهما سوف يكشفان جريمته وسوف يتم القبض عليه.. امسك بسكين هددهما به بالقتل اذا علم احد الجيران.. وقتها تملك الخوف والرعب قلبي الصغيرين.. كتما احزانهما داخلهما.. حتى الصباح ..7 ساعات عاشها الشقيقان وكأنها سبع سنوات مرت ثقيلة.. وهما يحتضان جثة شقيقهما الاصغر الذي قتله والدهما امام اعينهما. وفي الصباح دوى صوت صرخات الأب في الحارة الضيقة.. راح يردد ابني مات.. ابني مات.. وراح الجيران يهدؤن من روعه اعتقد الاب انه هرب بجريمته.. لكن طبيب الصحة كشف الجريمة عندما شاهد الدماء في فم الطفل القتيل فاسرع بابلاغ مأمور قسم شرطة السيدة زينب وعند رجال الشرطة.. انكشف سر الجريمة.. وتم القبض على المتهم.. وكانت المفاجأة.. عندما تبين ان الزوجة الجديدة التي من اجلها ارتكب الاب القاتل جريمته هي نفسها التي ابلغت عنه الشرطة وسلمته الى العدالة لتقتص منه. تم القبض على الاب القاتل وبمواجهته اعترف بجريمته تفصيليا وامرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق ووجهت له تهمة قتل ابنه عمدا مع سبق الاصرار، وقد برر المتهم جريمته بأنه اغضب زوجته الجديدة ولذلك قتله.