هل عاد هابيل وقابيل إلى الحياة مرة أخرى من خلال الابناء المتناحرين المتنافرين على الدوام ممن باعدت بينهم الكراهية والخلافات والغيرة والحسد واختلاف وجهات النظر ، فما من يوم يمر إلا وتطالعنا الصحف اليومية ووسائل الإعلام بضحية جديدة من ضحايا العنف الأسري والتي تصدرت رأس القائمة في قضايا وأخبار المجتمع والذي تفاجأ بين ليلة وضحاها بتحول البعض من أفراده إلى قتلة لا يتورعون عن قتل الأم أو الأب أو الشقيق أو حتى الطفل الرضيع دون رحمة أو هوادة بعد أن توحشوا وأصبح العنف والقتل وسفك الدماء هو اللغة الوحيدة المشتركة بينهما مما جعل العنف الأسري في مجتمعنا يصل إلى أعلى معدلاته ارتفاعاً خلال السنوات العشر الماضية والتي شهدت أبشع وأفظع أنواع الانتهاكات في مجال حقوق الانسان على أيدي أفراد الأسرة الواحدة الأمر الذي استنفر معه كافة الجهود والطاقات والهيئات لتبني فكرة الدفاع عن حقوق الإنسان. العنف بين الأشقاء (الندوة) وكعادتها دائماً حاولت ومن خلال هذا التحقيق وعلى مدار أربع حلقات متوالية الغوص في أعماق الحقيقة والكشف عن المجهول لمعرفة أسباب هذه الظاهرة الخطيرة التي عصفت بحياة الكثير من أفراد الأسرة من أجل تسليط الضوء ووضع النقاط على الحروف بهدف الخروج من هذه المتاهة القاتلة. جريمة مروعة قبل فترة ماضية طالعتنا إحدى الصحف بجريمة مروعة ذهب ضحيتها أحد الأشقاء على يد شقيقه الأكبر على مرأى ومسمع من أفراد الأسرة وبعض الضيوف المتواجدين هناك في تلك اللحظة المروعة. يتحدث والد الضحية والذي فجع بمقتل ابنه أمام ناظريه على يد شقيقه الأكبر بقوله: كان ابني أحمد رحمه الله هو الأفضل بين ابنائي الثمانية وكان باراً بنا وخلوقا مع الجميع بل ومتفوقاً في دراسته الجامعية مما اكسبه ودنا واحترامنا وثقتنا بعكس باقي اخوته وهذا مما اشعل الحسد والغيرة والحقد في قلب أخيه والذي كثيراً ما كان يتعمد أذيته والاحتكاك به دونما أسباب تذكر بسبب كراهيته الشديدة له مما جعلني أعيش في حالة قلق وصراع دائم مع نفسي بسبب خشيتي عليه من انتقام أخيه الحاقد الذي بيت النية للإنتقام منه بل والقضاء عليه وعلى حياتي وفرحتي وسعادتي وإلى الأبد ففي أحد الأيام حدثت مشاجرة بسيطة بينهما لا تدعو إلى كل ذلك الغضب المشحون بالحقد والكراهية والانتقام اعقبها قيام ابني البكر بضرب شقيقه الأصغر على مؤخرة رأسه بطفاية سجائر زجاجية ثقيلة الوزن تسببت في مقتله على الفور ، لقد قتله عن سبق إصرار وترصد وبأعصاب باردة ورغم حالة الخوف والذعر والهلع التي كنا نعيشها لحظة وقوع الجريمة ومشاهدة القتيل رحمه الله ممدداً على الأرض بلا حراك كان ابني القاتل ينظر إلينا بكل قسوة وبرودة اعصاب وكأن هذه الجريمة لا تعني له شيئاً والقتيل ليس أخاه بل عدواً له ، لم يكن ابني القاتل يعاني من أي ضغوط حياتية أو أمراض نفسية أجبرته على ارتكاب مثل هذه الجريمة المروعة مما جعلني مصراً على الاقتصاص منه دون رحمة أو هواده بعد أن أفقدني فلذة كبدي بل أحب ابنائي إلي ، سأظل ابكيه وأرثيه ما حييت حتى يلحقني به الله ، فمن الصعب عليَّ أن أنسى ذلك الابن الصالح المطيع لله ولرسوله ولوالديه. طعنة غادرة تتحدث إلينا شقيقته هند بقولها كانا دائما يتشاجران ويختلفان بسبب أو بدون سبب ولم يكن بينهما أي اتفاق فهما مختلفان ومتنافران على الدوام فما أكثر تلك المرات التي يجتمع فيها الجيران حول باب شقتنا بسبب شجارهما وصراخهما المستمر الذي تعود الجيران عليه وفي أحد الأيام حدث خلاف بسيط بينهما بسبب مبلغ مالي لايتجاوز العشرين ريالاً وعبثاً حاولت الوالدة تهدئتهما ولكن دون جدوى وفي غفلة عنها استل أحد أشقائي سكيناً حاداً من المطبخ وهوى به اعلى صدر شقيقي والذي فارق الحياة على الفور بسبب الطعنة النافذة إلى القلب والتي تلقاها من يد شقيقه الحاقد ، لقد أودعته والدتي السجن وأصرت على الاقتصاص منه انتقاماً لمقتل فلذة كبدها أصغر وأحب أبنائها إليها ورفضت تقديم أي تنازلات في سبيل تنفيذ الحد الشرعي الذي يستحقه. رصاصة قاتلة جريمة مروعة اهتزت لها أحياء مدينة الطائف قبل فترة قصيرة عندما قام أحد الاخوة بقتل شقيقه بواسطة سلاح ناري قام بشرائه من أجل تنفيذ الجريمة بسبب خلافهما على قطعة أرض تعود ملكيتها لجدهم لوالدهم وهو يتحدث إلينا بعيون باكية ولسان حاله يكاد يعجز عن التحدث بسبب هول الصدمة وقوة المفاجأة المروعة غير المتوقعة والتي أخرصت لسان الجميع فيقول: بدأ الخلاف بينهما منذ خمس سنوات بسبب قطعة أرض صغيرة تعود ملكيتها لجدي رحمه الله والتي تقع خلف المنزل مباشرة حيث أراد شقيقي رحمه الله بناء منزل شعبي عليها ليقيم فيه مع أسرته الصغيرة زوجته و 3 من ابنائه بدل شقته الايجار التي يقطن بها وتلتهم معظم دخله المتواضع لحين يفرجها الله عليه ولكن هذه الفكرة لم ترق لشقيقي الآخر والذي رفضها جملة وتفصيلاً باعتبار أن هذا الأمر هو من باب التفضيل وعدم العدل والمساواة بين الأبناء ولكن والدي حفظه الله قرر أن يعطي القتيل رحمه الله قطعة الأرض من أجل بناء المنزل وأن يكون المنزل مسجلاً باسم والدي تجنبا للحساسية والمشاكل والخلافات بين الأبناء ، وفي أحد الأيام اختفى شقيقى في ظروف غامضة ولم يكن اختفاؤه كعادته خصوصاً وانه كان يشرف على بناء منزله الذي كان في طور الإنشاء كان جواله مغلقاً كغير عادته وعبثاً حاولنا الاتصال به والبحث عنه ولكن دون جدوى مما اضطرنا لإخطار السلطات الأمنية خصوصاً بعد أن طال غيابه لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة رغم كونه موظفاً وبعد جهود مضنية عثرنا على أول خيوط الجريمة بعد أن وجدنا سيارته الكامري متوقفة في أحد الأودية البعيدة المليئة بالآبار المهجوره ، كانت جميع الدلائل تشير إلى وقوع جريمة قتل مروعة خصوصاً بعد العثور على بعض بقع الدم بجوار السيارة وبعد بحث دقيق وجدنا جثته ملقاة داخل أحد الآبار المهجورة وبها آثار لطلقات الرصاص حيث اعترف أخي بعد محاصرته ومواجهته بالدلائل والقرائن بأنه هو من قام بارتكاب الجريمة بسبب حسده وحقده وغيرته ، لقد قام باستدراجه إلى ذلك المكان المهجور بحجة التفاهم والمصالحة وهناك قام بقتله ورمي جثته من أجل الاستيلاء على منزله ومازال أخي يقبع بين جدران السجون بعد أن رفض والدي العفو عنه. شتيمة تقود إلى جريمة القاتل ينهي حياة شقيقته الجامعية بطعنة غادرة في رقبتها نتيجة شتمها له ، وتتحدث إلينا شقيقة القتيلة والتي التقينا بها على عجل في منزلها بحي العمرة بمكة المكرمة فتقول في ذلك اليوم المشؤوم وبعد ادائنا لصلاة الفجر أخذنا أنا و القتيلة رحمها الله نتجاذب أطراف الحديث استعداداً للذهاب للجامعة وفجأة دخل علينا شقيقنا الأكبر وهو يزبد ويرعد ويتهدد ويتوعد الجميع بالموت مما جعل شقيقتي رحمها الله تتصدى له بكل قوتها خصوصاً بعد أن أخذ يتوعد والدتي بالانتقام مما أجبر شقيقتي على شتمه وتوبيخه الأمر الذي ادى لغضبه وهيجانه حيث أخذ يطاردها بكل قوة في أرجاء المنزل من أجل نحرها ولكنها افلتت منه بعد إصابتها بجرح غائر في رقبتها حيث تمكنت من اغلاق دورة المياه على نفسها ولكنها سرعان ما فارقت الحياة بسبب حالة النزيف الشديدة التي أحدثها الجرح الغائر الذي أصاب أحد الأوردة الرئيسية الضاخة للدم حيث اكتشفنا وفاتها بعد وصول الأجهزة الأمنية وكنت اسمع صراخها داخل دورة المياه وهي تستغيث بنا وبضرورة استدعاء سيارة الاسعاف حتى اختفى صوتها تماماً ولم نتمكن من اسعافها أو الخروج من الغرفة المغلقة بالمفتاح خشية ان ينالني ما نالها على يد شقيقي الغاضب والذي كان يركل باب دورة المياه بكل قوته من أجل إخراجها وذبحها ولكن القدر كان أسرع منه حيث توفيت بكل راحة وهدوء بعد كسرنا لباب دورة المياه بعد وصول سيارة الإسعاف والقبض على شقيقي هالني منظر كمية الدماء النازفة التي علقت بأرضية الحمام كانت كمية الدماء غزيرة للغاية وكانت متناثرة هنا وهناك حتى على الجدران وداخل البالوعة ، رحمها الله رحمة واسعة كانت خلوقة جداً ومتفوقة في دراستها للغاية وكانت محبوبة من الجميع وكانت تستعد لزواجها من ابن عمي ولكن الموت لم يمهلها طويلاً. شقيق يجتز رقبة شقيقه أمام ناظري والدته بسبب خلاف بسيط بينهما أحرق قلبي في حي الكعكية بمكة المكرمة حدثت جريمة بشعة اهتزت لها جميع الأحياء المجاورة بعد سماعهم للخبر المروع الذي احدثه قيام أحد الأشقاء بنحر شقيقه الأوسط أمام ناظر والدته المسنة نتيجة اقدامه على شراء سيارة جديدة بمساعدة الأم تقول والدته كانت الساعة تشير إلى تمام الثالثة صباحاً وكنت قد انتهيت توي من تأدية صلاة الوتر فجأة تبادر إلى مسامعي صوت جلبة شديدة داخل إحدى الغرف وعندما استطلعت الخبر وجدت ابني الكبير يتعارك مع شقيقه الأوسط والذي كان يغط في نوم عميق قبل هجوم ذلك الوغد عليه وشيئاً فشيئاً تطور الشجار واحتد الخلاف بينهما نتيجة شراء تلك السيارة المشؤومة للقتيل والتي اشتراها من حر ماله وبمساعدة بسيطة مني لم تتجاوز العشرة آلاف ريال الأمر الذي اشعل الغيرة والحقد والحسد في قلب شقيقه العاطل عن العمل والدراسة والذي سرعان ما قام بذبح أخيه دون رحمة أو هوادة أو خشية من الله أمام مرأى ومسمع مني ومازال ابني نزيل السجن في انتظار تطبيق الحد الشرعي بحقه والذي يستحقه ويستحقه غيره من الأوباش والمجرمين والقتلة ، لقد أحرق قلبي على فلذة كبدي والذي كنت اعتمد عليه كثيراً في حياتي. الشاب عبدالله ع.م من جدة يقول: لقد عانيت كثيراً من تسلط شقيقي الأكبر والذي كثيراً ما كان يسيء لي أمام الآخرين بل ويتعمد ضربي بطريقة عنيفة اضطر معها إلى التغيب عن مدرستي وعن الخروج في الشارع حتى لا يشاهد الآخرين تلك الكدمات المؤلمة على وجهي ويدي وبقية انحاء جسدي ، لقد قمت بتقديم شكوى عاجلة للسلطات المختصة لوضع حل عاجل لمأساتي ومعاناتي مع شقيقي المتسلط العدواني الذي اذاقني شتى أنواع القهر والعذاب - ولكن لم تثمر تلك الشكوى عن شيء برغم أخذهم التعهد الخطي عليه بعدم تكرار ما حدث ولم تأت بأي نتيجة بل ضاعفت من حجم معاناتي وآلامي وزيادة اتساع هوة الخلاف بيننا فشقيقي أصبح أكثر عدوانية وقسوة وهمجية ووحشية معي فهو لا يستطيع التعامل معي إلا بالضرب والقمع حتى أصبحت أخشى من ظلي بل وأخشى من التعامل أو التحدث مع الآخرين لقد أفقدني الثقة في نفسي وفي من حولي ، لقد أصبت بالاكتئاب وأصبحت أميل للعزلة والانطواء لقد أجبرني على كراهيته والنفور منه . عاهة مستديمة شاب يتسبب في احداث عاهة مستديمة في وجه شقيقته بعد قذفها بدباسة الورق والتي ادت لفقع عينها وسقوط بعض من أسنانها الأمامية تقول والدتها، لقد حطم ابني الكبير مستقبل وحياة شقيقته الجامعية ذات 21 ربيعاً بعد أن قام بضربها بكل وحشية حتى أفقدها احدى عينيها وبعضاً من اسنانها الامامية الأمر الذي أدى لتحطيمها نفسياً خصوصاً بعد تخلي خطيبها عنها والذي أكد لها على أنه لا ينوي الارتباط بعوراء محطمة الاسنان لقد كان ابني عدوانياً وشريراً ومحباً للسيطرة ، الأمر الذي تسبب في حدوث تناحر وخلاف وشجار الأسرة الرافضة لمثل هذا التصرف العدواني الأهوج وهذا السلوك المشين الذي ساهم في نشر العداوة والبغضاء بين أفراد أسرتنا خصوصاً ابنائي الناقمين على عدوانية شقيقهم المتسلط الذي اساء لحق الولاية والرعاية بعد وفاة والده ، فها هي ابنتي تعيش على العقاقير والمهدئات النفسية بعد تلك الحادثة المروعة والتي افقدتها سعادتها وأنوثتها وإلى الأبد.