قال النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ان الحكومة لن تعود لمحادثات السلام مع المتمردين الجنوبيين دون الالتزام بوقف العمل العسكري اولا. ولكن دبلوماسيا غربيا قال ان الاتصالات ما زالت جارية بين الجانبين وهو شيء مبشر. وعلقت الحكومة محادثات السلام في كينيا مع الجيش الشعبي للتحرير يوم الاثنين بعد ان استولت قوات المتمردين على بلدة استراتيجية. وتبادل الجانبان تحميل المسؤولية عن استئناف القتال على الرغم من انهما لم يتفقا على وقف اطلاق النار. وقال طه في حديث للتليفزيون الحكومي انه لن تكون هناك عودة لطاولة المفاوضات الا في اجواء عادلة وحينما يكون هناك التزام بوقف الاقتتال. واشار الى ان المتمردين استغلوا الاجواء السلمية التي خلقتها المحادثات في بلدة مشاكوس الكينية ليستولوا على حامية توريت الجنوبية من قبضة القوات الحكومية. ويتهم المتمردون الحكومة بازدواجية المعايير ويقولون ان الخرطوم شنت هجمات خلال المحادثات بغرض انهاء الحرب الاهلية التي قتل فيها وبسببها نحو مليوني شخص. وعلى الرغم من احتداد المشاعر قال محللون ان الضغط من جانب الولاياتالمتحدة والانهاك الذي يعانيه جانبا الحرب المستمرة منذ 19 عاما ربما يعيدان الحكومة والمتمردين الى المحادثات. وقال دبلوماسي غربي يراقب الوضع في السودان عن كثب: لا اعتقد ان عملية مشاكوس قد ماتت.. انها بحاجة الى بضعة اسابيع كي تتكيف. واضاف: ما زالت هناك اتصالات بين الجانبين وهو شيء يبدو مبشرا. ولكنني لا اتوقع حدوث شيء كبير خلال الاسبوعين القادمين او الاسابيع الثلاثة القادمة. ولا اتوقع عودتهما الى طاولة المفاوضات قبل نحو شهر. وفي بيان منفصل اكدت حكومة الخرطوم التزامها بعملية السلام وما جرى الاتفاق عليه في مشاكوس حتى الآن. وافادت صحيفة الانباء ان الرئيس الكيني دانييل اراب موي سيلتقي ببعض اعضاء الوفد الحكومي الذين ظلوا في كينيا في محاولة لاقناعهم فيما يبدو بالعودة لطاولة المفاوضات. من ناحية اخرى اتهم الفريق الركن محمد بشير سليمان المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية حركة التمرد بأنها تخطط لاستهداف مناطق البترول مؤكدا ان تلك المخططات مرصودة وان مناطق البترول مؤمنة تماما حيث تنعم بالاستقرار التام وتستفيد من عائدات البترول بخدمات التعليم والصحة والطرق وقال الفريق سليمان فى تصريح لوكالة السودان للانباء اننا نعلم تماما ان البترول ظل وسيظل الهدف الرئيسى لحركة التمرد لعرقلة مسيرة التنمية والبناء الا اننا نؤكد ان كل المحاولات مصيرها الفشل والخسران وستقابل بالرد الحاسم. وحول مارددته حركة التمرد بأن توريت التى استولت عليها مؤخرا تتعرض الان لقصف مكثف من قبل القوات السودانية تساءل الفريق سليمان من الذى بدأ بالعدوان.. وقال ان القوات المسلحة تجاوزت مرحلة ضبط النفس ولن نتوقف الا بعد اقتناع حركة التمرد بأن الحرب ليست وسيلة لتحقيق الاهداف مؤكدا ان الترتيبات جارية الان لاعادة الاوضاع الى نصابها فى كافة المواقع دون تردد. وكانت حركة التمرد قد استولت على مدينة ترويت الجنوبية المهمة فى الوقت الذى كانت تجرى فيه المفاوضات مع الحكومة التى ردت على ذلك باعلان حالة التعبئة العامة لمواجهة هذه الخطوة كما اوقفت مفاوضات مشاكوس. من جانبه عبر الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان عن قلقه من تعليق الجولة الثانية من محادثات السلام بين حكومة السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان فى كينيا. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم الامين العام ان عنان حث كلا الطرفين على استئناف المفاوضات فى اقرب وقت ممكن والبناء على التقدم الذى تم احرازه فى الجولة الاولى من اجل وضع نهاية للمشكلة المدمرة فى السودان. وقال المتحدث ان عنان كرر تقديره للجهود التى تبذلها كينيا والدول الاخرى فى منظمة الايجاد من اجل احلال السلام فى السودان كما اكد ان الاممالمتحدة ستواصل دعمها لجهود السلام هناك. كما أعربت روسيا على لسان المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الكسندر ياكوفينكوعن قلقها البالغ تجاه التطورات الاخيرة فى السودان والهجوم الاخير الذى قامت به قوات الجبهة الشعبية وسيطرتها على مدينة توريت الاستراتيجية. المتحدث الرسمى أعرب فى تصريح عن أسف بلاده للتطورات السلبية الاخيرة على الساحة السودانية وحذر من تأثيرها السلبى على مسيرة المفاوضات السلمية التى تستضيفها مدينة ماتشاكوس الكينية. ووصف ياكوفينكو محاولة أحد طرفى النزاع السودانى / السودانى توسيع مجال سيطرته العسكرية على حساب الطرف الاخر بأنها لا تسهم فى انجاح عملية التفاوض وتضع الشكوك حول امكانية وجدوى المفاوضات ذاتها. كما أعرب عن أمل بلاده فى أن تبادر الجبهة الشعبية الى سحب قواتها المسلحة من المناطق التى سيطرت عليها مؤخرا لضمان استئناف المفاوضات وانجاز التقدم المنشود على طريق تسوية المشكلة السودانية. من ناحية اخرى صادرت قوى الامن السودانية يوم الاربعاء اعداد صحيفتين مستقلتين قبل توزيعهما بسبب انتقادهما قرار الخرطوم الانسحاب من مفاوضات السلام مع متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان. وقال رئيس تحرير صحيفة (خرطوم مونيتور) الصادرة بالانكليزية، نيال بول، ان السلطات صادرت جميع نسخ الصحيفة التي كانت لا تزال في المطبعة مساء الثلاثاء الماضي. وقال بول ان النسخة كانت تتضمن كلمة للمعارض الصادق المهدي ينتقد فيها قرار تعليق مفاوضات مشاكوس بكينيا. وقال المدير العام لصحيفة (الحرية) الحاج وراق ان صحيفته صودرت لانها تتضمن افتتاحية وصفت قرار تعليق المفاوضات بأنه (سلبي).