استولت حركة التمرد بالسودان امس الاحد على توريت، احد اهم المواقع في جنوب البلاد في الوقت الذي يفاوضون فيه مع الحكومة بشأن آلية اتفاق سلام. وقال المتحدث بلسان الجيش الشعبي لتحرير السودان، ياسر عرمان في اتصال هاتفي من كينيا مع وكالة فرانس برس في القاهرة ان قوات الجيش الشعبي صدت هجوما للقوات الحكومية استهدف مواقعنا خارج مدينة توريت وتمكنت من الاستيلاء على مدينة توريت حوالي الساعة 13.20. واعلن بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة ان القوات في المدينة اضطرت "للانسحاب تحت ضغط العدو واستعدادا لاستعادتها باسرع ما يمكن". ولم يشر اي من الجانبين الى عدد الضحايا. وتوريت هي احدى اكبر مدينتين في ولاية شرق الاستوائية اضافة الى كبويتا التي استولى عليها المتمردون في بداية حزيران/يونيو. وكانت الحكومة السودانية اتهمت حركة التمرد في الايام الاخيرة بقصف موقعين لها في مدينتي توريت وليبلوا. واكد عرمان ان هذه الاتهامات "خاطئة تماما". وقال "ان القوات الحكومية هاجمتنا خلال الاسابيع الاخيرة الماضية في النيل الابيض (شرق) والمناطق النفطية في النيل الازرق (شرق) خارج مدينتي بور (جنوب) وتوريت" فاضطرتنا الى رد الاعتداءات والاستيلاء على توريت". وتأتي هذه الهزيمة للقوات الحكومية في الوقت الذي تتواصل فيه بين الجانبين مفاوضات السلام التي توصف بالهامة بعد 19 سنة من الحرب الاهلية. وكانت الحكومة السودانية وقعت في 20 تموز/يوليو مذكرة اتفاق سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في مشاكوس بكينيا يتضمن اقامة حكم ذاتي في الجنوب لستة اعوام يليها تنظيم استفتاء حول بقاء الجنوب او انفصاله عن السودان. وبدأ الجانبان في 12 آب/اغسطس جولة ثانية من المباحثات من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار وتقاسم الثروة والسلطة وحول حقوق الانسان.