كم مرّة في حياتكِ شعرت بأنكِ نادمة لأنك وثقتِ في صديقتك فلانة، ولكنها انقلبت ضدك، ونسيت كل ما فعلتِ لأجلها؟ هل تتذكرين كيف كانت مشاعرك بعد كل حادثة من هذا النوع! عودي بشريط الذاكرة، وتأملي في طريقة تعرفك على هذه الصديقة، وهل تأكدت من أنها بالفعل تستحق أن تكون صديقتك المقربة! أم أنك رأيت منها طيبة ظاهرية، وربما اهتماما بك، فتوقعت أنها أحبتك لذاتك. جاء في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار». وقد ورد في الأثر قول: «أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما». كيف يمكن التوفيق بين القولين؟ عليك أن تبدأي باعتدال في بناء علاقاتك مع الأخريات. أحبي الجميع بشكل معتدل، لا تندفعي ولا تكوني منغلقة أيضا. اتركي المواقف تبيّن لك طبيعة الصديقات بهدوء، وراقبي باهتمام ودقة، ولكن دون وسوسة أو مبالغة، تصرفاتهن من حولك. حينها سترين من هي التي أثبتت لك أنها تستحق مزيدا من الاهتمام بها وبناء الصداقة معها بالتدريج. ولكنك أيضا يجب عليك أن تجعلي احتمال تغيّر الناس أمام عينيك، وأنهم قد ينجحون في إخفاء بعض سلبياتهم، أو ربما أنهم سلبيون في مواقف معينة لم تظهر لك بوضوح في تجاربك السابقة معهم. فهنا يكون الاستعداد لتغير الحب إلى بغض. وفي الوقت نفسه، لا تجعلي موقفا سلبيا حدث بينك وبين إحداهن أن يكون الفاصل بينكما. ربما يكون هناك سوء فهم من جانبك، أو من جانبها، أو من جانبكما معا. وربما كانت تمر بظروف جعلتها تتصرف بطريقة تبدو سلبية. لكنها تغيّرت بعد أن تجاوزت تلك الظروف وتغلبت عليها. خذي الأمور بالهوْنِ لترتاحي كثيرا. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim