يبدو أن العلماء اليابانيين قد نجحوا أخيرا في رصد الميكروبات والبكتيريا وتتبع أثرها بعد إقناعها بتغطية سطوح خلاياها بجزيئات ملونة تظهر على شكل معاطف متوهجة. وقد تمكن الباحثون بقيادة الدكتور شين-اشيرو نيشيمورا, من جامعة هوكايدو اليابانية, من إعطاء بكتيريا "أي كولاي" المؤذية, معاطف مضيئة تسهل عملية تمييزها ورصدها, على مبدأ تسهيل الكشف عن الجراثيم المختلفة وتعريفها تحت المجهر بعد تغليفها بجزيئات خاصة تتوهج بألوان مختلفة. وأوضح الباحثون أن بالإمكان تعديل جدران الخلايا البكتيرية لتشبه خلايا الإنسان, فتساعد في اختبارات الأدوية والعقاقير الجديدة, أو تستخدم في اللقاحات, ككائنات حية دقيقة أو فيروسات متنكرة, ويمكن أيضا بتحويلها إلى منظفات دقيقة أن تزيل جميع المركبات الكيميائية الخطرة, مشيرين إلى أن تزويد البكتيريا بخطافات تساعدها على الالتصاق بالسطوح الصلبة, قد يسمح أيضا لهذه الميكروبات بتصنيع منتجات دوائية معقدة في أوعية التخمير الصناعية. ولفت الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة الجمعية الأمريكية للكيمياء, إلى أن الجدار الخلوي الخارجي للبكتيريا يحدد الكثير من سلوكياتها, والجزيئات المختلفة في جدرانها, قد تحدد حساسيتها لأدوية المضادات الحيوية , ومدى حساسيتها للهجوم المناعي أو الفيروسي, وقدرتها على تحمل الظروف الشديدة من حرارة وضغط وحموضة. ووجد هؤلاء أن خلايا بكتيريا "أي كولاي" النامية بجدران بنائية ذات جزيئات متوهجة , تلمع بلون أصفر مخضر عند تعريضها للضوء فوق البنفسجي, إلا أن بعض الجراثيم ممن تملك طبقة إضافية من السكريات الدهنية إلى خارج غشاء "ببتيدوجلايكان", قد تحتاج إلى معالجة كيميائية أولا لتسمح بمرور الجزيئات الصناعية المتوهجة خلالها, مؤكدين أن الخلايا البكتيرية في جميع الأحوال, تبقى سليمة بعد منحها الغلاف الصناعي الملون الخاص بها.