المتتبع للصحافة المحلية، أو المجلات أو المجالس الأدبية أو المحاضرات، والندوات التي تقام على مستوى الأحساء، يجد أن المثقف الاحسائي يحرص على أن يكون له حضور ووجود وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الثقافة في الأحساء لها مستقبل يبشر بالخير، إذ يحاول المثقف الأحسائي أن يضع قدمه على سلم الثقافة ليغرف منها ما لذ له وطاب من العلم والمعرفة، وهذا لم يأت من فراغ، وإنما جاء عن قناعة ذاتية، لاسيما ان بعض الصحف والمجلات المحلية والعربية قد فتحت صفحاتها لاستقطاب الأدباء والكتاب المبدعين، والقارئ الذي يتابع مثل هذه الصحف والمجلات لابد أن يتوقف عند أي مقال مذيل تحت الاسم الأحساء. ولاشك في أن كل مثقف احسائي له زملاء، يبرعون في شتى أنواع فنون الأدب .. فأنا لدي إحصائية تضم اكثر من 400 اسم لهم مشاركات في الصحف، والمجلات، وهذا الرقم يتكرر ويتضاعف سنة بعد سنة، وربما عند متابع آخر رقم آخر اكبر من الإحصائية التي امتلكها، لأن الاحساء وثقافتها في تطور دائم، ولها مستقبل يبشر بأمل مشرق، ولاشك في أن للمجالس الأدبية دوراً إيجابياً في استقطاب الكثير من الأدباء الشباب، لعدم وجود ناد أدبي بالأحساء !! وبعض المثقفين من شباب الأحساء يفضل أن يكون في الظل ولا يريد البروز إعلامياً !! ولكن سرعان ما تجد هذا المثقف عندما يشارك تلمع نجوميته الثقافية، ويتألق في سماء الفكر والأدب فيكثر إنتاجه، فيظل يبحث عن طريقة لجمع إنتاجه في كتاب، ومن هنا تبدأ مرحلة العذاب فيصاب بإحباط !! فيعود مرة أخرى في الظل، فيتقوقع على نفسه !! ورغم ما يتعرض له الأدباء الشباب من نقد، ستظل الحركة الأدبية في الأحساء رافدا من روافد الأدب والثقافة العربية في المملكة وان في الأحساء بعض مشاهير الأدب والثقافة ممن سطروا بصمات في مسيرة الأدب المعاصر، وما المجالس الأدبية المنتشرة في الأحساء إلا أسلوب ومنهج حضاري لإنعاش واقع الأحساء الثقافي واستمراريته. وهذه دعوة أوجهها لجميع المثقفين والمثقفات في الأحساء عبر صفحة الواحة أن يميطوا اللثام، لإبراز ثقافة الأحساء، عبر وسائل الإعلام، فإذا كان الزائر، والوافد، يعجب بما يرى ويعيشه عن واقع الأحساء الثقافي، فأهل الأحساء ومثقفوها هم أجدر بالكتابة عن أدبها،وأدبائها، وعن مدنها وقراها وضواحيها، وعن كل شبر من أرضها،وعن كل حارة من حاراتها، وعن كل فريق من فرقانها،وعن كل شيء في الأحساء، يجب أن تكون الأحساء في قلوبنا، وان تعتز بها كما نعتز بريحانها ووردها العطري. إن الأحساء جديرة في الاهتمام بالجانب الثقافي، وغيره من الجوانب الأخرى، ويجب إن نستفيد من المنتدى الشعبي الذي تحتضنه جمعية الثقافة والفنون بالاحساء مبادرة طيبة، وثمرة من ثمرات المطالب الأحسائية، فيجب أن يكون هذا المنتدى الثقافي ملتقى لجميع المثقفين في الأحساء، لمواصلة الطريق للسمو بثقافة الأحسائيين والاحسائيات،وبداية لهدف أكبر، إن شاء الله.